نفس المسجد الحرام على القول بذلك.
وكقوله تعالى: ﴿هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ﴾ الآية [المائدة: ٩٥]، والهدي ينحر في الحرم كله، وأكبر (منحره) [١] منى.
وقوله تعالى: ﴿وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ﴾ الآية [البقرة: ٢١٧]، وهم مخرجون من مكة لا من نفس المسجد، ونحو ذلك من الآيات (^١). والعلم عند الله تعالى.
فتحصل أن محل العقل القلب، وأنه لا مانع من اتصال طرف نوره الريحاني (^٢) بالدماغ، وعليه لا تخالف بين القولين، و[أن] [٢] هذا إن قام عليه دليل فلا مانع من (القول به) [٣]، ونحن لا نعلم عليه دليلا مقنعًا.
وأن عمر بن عبد العزيز ألحق أهل الكتاب بالمشركين لآية التوبة
(^١) قال الزركشي: "ذكر الله المسجد الحرام في كتابه العزيز في خمسة عشر موضعًا ... " ثم سردها كلها. إعلام الساجد: ٥٩، ٦٠، ومثله في تحفة الراكع والساجد: ٧٣، ٧٤ للجراعي. وقال الماوردي: "كل موضع ذكر الله سبحانه في كتابه المسجد الحرام، فإنه أراد به الحرم إلا في قوله: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ فإنه أراد به الكعبة. الحاوي: ٤/ ٥٠ و١٤/ ٣٣٥. وانظر: إعلام الساجد: ٦٠، وتفسير القرطبي: ٢/ ١٥٩، وقارن بمجموع الفتاوى: ٢٢/ ٢٠٦.
(^٢) هكذا في الأصل: "الريحاني" ولعل الصواب: "الروحاني" كما تقدم. قال معد الكتاب للشاملة: في (أ): الروحاني.
[١] قال معد الكتاب للشاملة: في (أ): منحر منه.
[٢] قال معد الكتاب للشاملة: ما بين المعقوفين ساقط من المطبوع، ومثبتة من (أ).
[٣] قال معد الكتاب للشاملة: في (أ): قبوله.