63

البرهان في وجوه البيان

البرهان في وجوه البيان

তদারক

د. حفني محمد شرف (أستاذ البلاغة، والنقد الأدبي المساعد - كلية دار العلوم، جامعة القاهرة)

প্রকাশক

مكتبة الشباب (القاهرة)

প্রকাশনার স্থান

مطبعة الرسالة

জনগুলি

للإعظام، فهو أن يريد [مريد] تعريف ما فوقه قبيحًا إن فعله فيعرض له بذلك من فعل غيره، ويقبح له ما ظهر منه، فيكون قد قبح له ما أنا من غير أن يواجهه به، وفي ذلك يقول الشاعر: (ألا رب من أطنبت في ذم غيره ... لديه على فعل أتاه على عمد) (ليعلم عند الفكر في ذاك أنما ... نصيحته فيما خطبت به تصدى) وأما التعريض للتخفيف: فهو أن يكون لك إلى رجل حاجة فتجيئه مسلمًا لا تذكر حاجتك، فيكون ذلك اقتضاء له وتعريضًا بمرادك منه، وفي ذلك يقول الشاعر: (أروح لتسليم عليك وأغتدى ... وحسبك بالتسليم منى تقاضيا) وأما التعريض للاستحياء فكالكتابة عن الحاجة بالنجو والعذرة، والنجو: المكان المرتفع، والعذرات الأفنية، وبالغائط وهو الموضع الواسع، فكنى عن الحاجة بالمواضع التي تقصد لوضعها فيها، وكما كي عن الجماع بالسر، وعن الذكر بالفرج، وإنما الفرج ما بين الرجلين وكما تقول لمن كذب ليس هذا كما يقال. فأما التعريض للبقيا فمثل تعريض الله ﷿ بأوصاف المنافقين وإمساكه عن تسميتهم إبقاء عليهم وتألفا لهم، ومثل تعريض الشعراء بالديار والمياه والجبال والأشجار بقياء على ألا فهم وصيانة لأسرارهم، وكتمانًا لذكرهم، ومنه قول الشاعر:

1 / 110