وقد كان أبو العاص بن الربيع في الأسارى، وختن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وزوج ابنته زينب، أسره خراش بن الصمة ، فلما بعثت قريش فداء الأسرى بعثت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في فداء أبي العاص وأخيه عمرو بن الربيع بقلادة لإمها خديجة، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، وقال: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا "، فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها(1).
كان هذا الخلق الكريم الذي غرسه المعلم الكبير محمد - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه وجنده وشعبه، قد أثر في إسراع مجموعة من كبراء الأسرى وأشرافهم إلى الإسلام، فأسلم أبو عزيز عقب معركة بدر، بعيد وصول الأسرى إلى المدينة، وتنفيذ وصية - صلى الله عليه وسلم - ، وأسلم معه السائب بن عبيد.
وعاد الأسرى إلى بلادهم وأهليهم يتحدثون عن محمد - صلى الله عليه وسلم - ومكارم أخلاقه، وعن محبته وسماحته، وعن دعوته وما فيها من البر والتقوى والإصلاح والخير(2).
المطلب الثاني : نموذج معركة بني المصطلق (شعبان 5 ه /يناير 627 م)
لقد أطلق المسلمون من في أيديهم من أسرى بني المصطلق - بعد معركة مع بني المصطلق أعداء الرسول- صلى الله عليه وسلم - ، وذلك أن جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق وقعت في سهم ثابت ابن قيس، فكاتبها، فأدي عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتزوجها، فأعتق المسلمون بسبب هذا التزويج مائة أهل بيت من بني المصطلق قد أسلموا، وقالوا : أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -(3) . حيث كره المسلمون أن يأسروا أصهار رسول الله ! قالت عائشة : فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها(4).
পৃষ্ঠা ৪৩