ألا وإنه مر على الناس زمن عمرته الأمة بالأطماع، وتمالت حقوق الناس فيه على الضياع، فأكل النحيف السمين، وغلبت الدنيا الدين، وإنه ظل الناس زمن رجعت فيه الحقوق إلى أهلها، وزالت العلل التي ضيعت الحقوق من أجلها، فطهروا عباد الله أفئدتكم بماء التوبة، وانتهوا عن الآثام، وبادروا إلى أوامر الله رب الأنام، فقد غرب زمن الباطل، وأفل نجم المساوئ والغوائل، ولا تعينوا على هلاك أنفسكم باتباع الهوى، وملازمة الغوى، فكأني أرى دماء تترقرق، ورؤوسا تفلق، وأيديا وأرجلا مقطوعة، وأجساما مجلودة مرجومة على الأرض موضوعة، وبيوتا تخرب، وأموالا تسلب، ونفوسا تذهب، ولا مفر عن أمر الله ولا مذهب، وقد أدب الله كل ذنب بما يناسبه، فأحذركم أن تستمر عليكم العماية، فلا حماية عن أمر الله ولا وقاية. { فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله-هذا بلاغ للناس ولينذروا به } ..الخ.
أذل الله قوما بغيره عزوا
وخطب أيضا في يوم الجمعة الثانية 6 ربيع الثاني على منبر جامع صنعاء كذلك خطبة منها:
পৃষ্ঠা ২৯