আহমদ উরাবি জাসিম মুফতারা আলাইহি
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
জনগুলি
وسيرى القارئ فيما يلي كيف استغل مالت وكلفن هذا الحادث العادي دون أي وازع من ضمير أو قانون أو عرف، فلننظر ماذا كان من أمرهما وأمر الخديو في هذا الحادث الذي لولا أطماع السياسة وتربص القوي بالضعيف ما كان ليثير شيئا مما أثار من متاعب للوزارة، وما كان ليلد ما ولد من أحداث ...
إعنات وإحراج
كان الإنجليز في مصر يعملون جهد طاقتهم لحساب دولتهم كما بينا، حتى إذا حانت ساعة العمل لم يكن بينهم وبين فريستهم حائل ... ولقد ظلوا متربصين بمصر بعد أن نجحت وزارة البارودي في حل مسألة الميزانية، ينتظرون أن تواتيهم فرصة فيعملوا على تنفيذ ما بيتوا.
وأخيرا وقع في مصر حادث ما نظن في تاريخ الاستعمار الأوربي كله أن استغل حادث كما استغل هذا الحادث في قبح ما بعده قبح، على بعد ما بينه وبين السياسة العامة للبلاد، وذلك هو حادث المؤامرة الشركسية المشئوم ...
نمى إلى عرابي وزملائه أن فريقا من الضباط الشراكسة يأتمرون به وأصحابه ليقتلوهم، فكان أن قبضت عليهم الحكومة كما يقضي بذلك واجبها وساقتهم إلى المحكمة فقضت فيهم قضاءها ...
وليس في هذا الحادث ما يتصل بالسياسة العامة للبلاد بسبب من الأسباب، وما كانت أية وزارة تستطيع أن تسلك فيه سبيلا غير ما سلكته وزارة البارودي ...
ولكن الطامعين المفترين ما لبثوا أن عادوا يملؤون الدنيا صياحا وتنديدا، وتهديدا ووعيدا، فقد واتتهم فرصة جديدة بعد أن أفلتت من أيديهم أزمة الميزانية.
ونسي هؤلاء كل شيء إلا تحقيق أطماعهم من وراء هذا الحادث، فكان من أقوالهم وأفعالهم ما هو خليق بأن يسمهم بميسم الخزي والعار، بل ما هو خليق بأن يساق بين أقوى الأدلة وأنصعها على صحة مبدأ القائلين بأن هذه المدنية المزعومة قد أفسدت بني الإنسان فزادتهم قربا إلى الحيوانية، بقدر ما باعدت بينهم وبين ما يرجى للآدمية من سمو ...
والحق لقد دل مسلك دعاة المدنية الأوربية على مبلغ ما يمكن أن يصل إليه غدر الإنسان بالإنسان في عصرنا هذا، وما برح مثل عملهم هذا يوحي إلى ذوي الأحلام من البشر أن الإنسان لا يزال هو الإنسان، وأنه إذا كان ارتقى في شيء ففي وسائل الكيد والبطش، أما غرائزه الأولى - غرائز السيطرة والأنانية - فما زالت بحيث لم يطرأ عليها أي تهذيب على الرغم مما يحلم به الخياليون من حماة الإنسانية ...
وإنا لا نجد في بيان مدى ما بلغه هؤلاء الساسة من انحطاط خيرا من أن نعرض المسألة في وضعها كما حدثت مكتفين بذلك عن كل تعليق عليها، فما يمكن أن يبين كلام ما يقوم في الذهن أو يعتلج في أطواء النفس، تلقاء هذا العدوان الشنيع ...
অজানা পৃষ্ঠা