গ্রামের কথা: গল্প এবং স্মৃতি
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
জনগুলি
قلت ...
أما بيت هذا القديس (كنيسة الخورنية) فبنيانه فخم متين مشيد على بقايا برج قديم لا تزال آثاره ماثلة، فزاويته القبلية الغربية راسخة على حجارة ضخمة كأنها من قلعة بعلبك، وإن كانت دون الكبرى ضخامة، فكأن حجارة الهيكلين من مقلع واحد. أما درج الكنيسة فداخلي وهي أشبه بحصار منها بهيكل، وفي خاصرة حنية الكنيسة حجرة مخفية أعدها القدماء مدفنا لكنوزهم، إذا اجتاح الغاشمون قريتهم وأخذوها عنوة. وسنديانة الكنيسة الضخمة الهرمة التي أكلت الأيام جذعها، كقلوب الفريسيين، فتحدثك بعمر الهيكل. فعين كفاع - كما ترى - حصار طبيعي لا يدخلها الجباة ومبلغو أوامر الحكومة إلا من بابها الشرقي، ولولا هؤلاء ما عرفت القرية أن في الدنيا حكومة. فعين كفاع - قبل الطائرات - كانت قرية محسدة في ليالي الأهوال لا يلجها أحد بلا تعب وعناء، ومن يضل الطريق لا يستطيع الخروج منها إلا إذا عاد من حيث أتى.
حدثني جدي عن الأمراء الشهابيين يوسف وبشير ورجال حكومتهم كيف كانوا يأتونها لصيد الحجلان والقطا (الحمام البري) بحاشيتهم وبئزانهم، ودلني على مقعد الأمير في الوادي الرهيب - القطين. في هذا الوادي الجبار المقطب الجبين كان لرهبان ذلك الزمان المتقشفين دير عظيم جدا لا تزال آثاره ماثلة
1
ولخراب الدير أسطورة نذكرها في حينها.
وعلى الجبال عدة هياكل يتهددها الدمار: مار عبدا، ومار سمعان، ومار سركيس. في دير مار عبدا تخفى المطران يوسف اسطفان حين أهدر الأمير بشير دمه بعد (عامية أنطلياس ولحفد) وفي الذروة الغربية تجثم كنيسة معاد القديمة
2
كأنها إحدى قلاع دردنيليا البري.
وعلى جبالنا وفي أوديتنا كان يلهو مواطننا الإله أدونيس، وكانت نمورتنا أشد احتراما للمعبود فلم تفترسه كخنزير الغينة البري.
هذه هي عين كفاع المسكينة، ومن محاسنها اليوم بعدها عن الضوضاء، فكأن الحكومة الجليلة أرادت أن تبقي في بلادها المحروسة نموذجا للقديم فما وجدت أصلح من عين كفاع في بلاد جبيل، مهد الديانة والحضارة الأول، فسدت أذانها عن نداء أهلها. تعتمد القرية على الحرير وقد مات، وعلى الزيتون وهو يحتضر، وعلى الكرمة والتين وقد هرما، وعلى التبغ، ويد شركة الحصر آخذة بخناقه، وعلى السفرجل والآجاص وغيرهما فلا تبيع ثمرة لتعذر النقل، فتسقط الثمار تحت أماتها وتغني المزارعين عن الأسمدة.
অজানা পৃষ্ঠা