ফরাইদ ও সিয়ার সম্পর্কিত নির্বাচিত হাদিস
أحاديث مختارة في الفرائض والسير
জনগুলি
قال الهادي عليه السلام في الأحكام [ج2 ص385]: قال الله سبحانه وتعالى: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}[الأنعام:121] قال: هذه الآية نزلت في مشركي قريش ؛ وذلك أنهم كانوا يقولون للمؤمنين: تزعمون أنكم تتبعون أمر الله، وأنتم تتركون ماذبح الله لاتأكلونه، وما ذبحتم أنتم أكلتموه، والميته فإنما هي ذبيحة الله ؛ فأنزل الله سبحانه: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه}[الأنعام:121] فحرم بذلك الميتة، وما ذبحت الجاهلية لغير الله ثم قال: {وإنه لفسق}[الأنعام:121] يريد أن كل مالم يذكر اسم الله عليه لمعصية، ثم قال: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ماذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم}[المائدة:3] فأما ماأهل لغير الله به: فهو ما ذكر عليه غير اسم الله، وأما المنخنقة: فهي الدابة ينشب حلقها بين عودين، أو في حبل، أو في غير ذلك مما تنخنق به فتموت، وأما الموقوذة: فهي التي ترمى على موقذتها، أو تضرب فتموت، وأما المتردية: فهي التي تردى من رأس الجبل، أومن المطارة، أو في البئر، أو في غير ذلك مما تسقط فيه الدابة فتموت، ولا يلحق ذكاتها، وأما النطيحة: فهي ما تنطحه البقرة أو الشاة منهن، فتموت، وأما ما أكل السبع فهي: الدابة يقتلها السبع، ولا يلحق ذكاتها فحرم الله ذلك كله إلا أن يلحق منه ذكاة، فيذبح، وفيه شيء من حياة، فيكون حينئذ ذكيا حلالا للآكلين غير محرم على العالمين، وكانت الجاهلية يعدون ذلك كله ذكيا، وليس بميتة.
ثم قال الله سبحانه: {وما ذبح على النصب}[المائدة :3] والنصب: فهي آلهتهم المنصوبة التي كانوا يذبحون لها، وعلى اسمها، ومعنى قوله: على النصب، فإنما هو للنصب، فحرم الله ما ذبح لها، وعلى اسمها، ثم قال جل جلاله عن أن يحويه قوله أو يناله: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لايعقلون}[المائدة:103] وذلك أن قصي بن كلاب كان أول من بحر، وسيب، ووصل، وحما، ثم اتبعه على ذلك قريش، ومن كان على دينها من العرب، فكانوا يجعلون ذلك نذرا، ويزعمون أن الله حكم به حكما، فأكذب الله ذلك في قولهم، وقول إخوانهم المجبرة الذين نسبوا إلى الله كل عظيمة، وقالوا: إنه قضى عليهم بكل معصية وأدخلهم في كل فاحشة فقال: {ماجعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام}[المائدة:103] فنفى أن يكون جعل ذلك فيهم، أو قضى به سبحانه عليهم إكذابا منه لمن رماه بفعله، ونسب إليه سيئات صنعه فانتفى سبحانه من ذلك، ونسبه إلى أهله، ثم ذكر أنهم يفترون على الله الكذب، فقال: {ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لايعقلون}[المائدة:103] فصدق الله سبحانه إنه لبري من أفعالهم، متعال عن ظلمهم، وفسادهم، بعيد من القضاء عليهم بغير ما أمرهم، ناء عن إدخالهم فيما عنه نهاهم.
পৃষ্ঠা ৮৯