الادلة القوية الصحيحة على حقيقة حديث من كذب على وإنا نسوق هنا طائفة من الادلة التى تؤيد ما ذهبنا إليه : ففى رواية لاحمد عن " عمر " مرفوعا : من كذب على فهو في النار . وروى ابن سعد في طبقاته وابن عساكر عن محمود بن لبيد واللفظ لابن سعد قال : سمعت عثمان بن عفان على المنبر يقول : لا يحل لاحد أن يروى حديثا لم يسمع به في عهد أبى بكرو لا في عهد عمر (1) ، فإنى لم يمنعني أن أحدث عن رسول الله ألا أكون أوعى أصحابه ! إلا أنى سمعته يقول : " من قال علي ما لم أقل فقد تبوأ مقعده من النار " . وروى أحمد والدارمى وابن ماجة وآخرون من حديث أبى قتادة عن النبي أنه قال : إياكم وكثرة الحديث عنى ، فمن قال عنى فلا يقولن إلا حقا وصدقا ، فمن قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار " . وأقطع دليل في هذا الامر الحديث الذى رواه البخاري عن عامر بن عبد الله ابن الزبير فقد قال فيه : قلت للزبير : إنى لا أسمعك تحدث عن رسول الله كما يحدث فلان وفلان ! قال أما إنى لم أفارقه ولكني سمعته يقول : " من كذب على فيتبوأ مقعده من النار (2) . قال ابن حجر في شرح هذا الحديث وهذا الحديث أخرجه الزبير بن بكار في كتاب النصب من وجه آخر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال : " عناني ذلك " يعنى قلة رواية الزبير فسألته - أي عن ذلك - فقال : يا بنى كان بينى وبينه (صلى الله عليه وسلم) من القرابة والرحم ما علمت . وعمته أمي ، وزوجته خديجة عمتى وأمه آمنة بنت وهب ، وجدتي هالة بنت وهب ابني عبدمناف بن
---
(1) ص 100 ج 2 ق 2 . (2) اختلاف صيغ هذا الحديث قد جاء من أنهم كانوا يروون أحاديث رسول الله بالمعنى كما ستراه في هذا الكتاب إن شاء الله . (*)
--- [ 62 ]
পৃষ্ঠা ৬১