أدب الموعظة
أدب الموعظة
প্রকাশক
مؤسسة الحرمين الخيرية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى ١٤٢٤هـ
জনগুলি
ومن اللطف في الموعظة أن ينادي الواعظ من يعظهم بلقبهم الشريف، وأن ينعتهم بوصف شأنه أن يبعث صاحبه على قبول الموعظة.
وهذا الأدب مقتبس من مثل قوله - تعالى ـ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، وقوله ﷿: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ﴾، وقوله: ﴿يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾، وقوله: ﴿يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ .
وقد وصف النبي ﷺ هرقل في كتاب دعوته إلى الإسلام بعظيم الروم١.
٤٥ـ الجمع بين الخوف والرجاء: فلا بد للواعظ أن يجمع بين هذين الأمرين في موعظته؛ إذ هما جناحا العبادة، ولا تستقيم أحوال العباد إلا بالجمع بينهما، والواعظ الحكيم يحسن الجمع بينهما في موعظته؛ لأن الخوف يردعهم عن التمادي في المعاصي، والرجاء يفتح لهم أبواب التوبة، والإقبال على العمل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "فلا يحل لأحد أن يقنط من رحمة الله ولا أن يقنط الناس من رحمته؛ لذا قال بعض السلف: وإن الفقيه كل الفقيه الذي لا يؤيس الناس من رحمة الله، ولا يجرؤهم على معاصي الله"٢.
قال الله ﷿: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾ [الحجر٤٩] .
ومن فقه الإمام مسلم ﵀ أنه ساق في صحيحه حديثين عظيمين متتاليين: أحدهما يناسب الخوف وهو حديث المرأة التي سجنت الهرة، والآخر يناسب الرجاء وهو حديث المرأة البغي التي سقت كلبا.
١ انظر: صحيح البخاري ٢٩٤٠ و٤٥٥٣. ٢ التوبة والاستغفار لابن تيمية، تحقيق الحجاجي، وبدران، ص٢٧ـ٢٨، وانظر: الاستقامة لابن تيمية٢/١٩٠.
1 / 88