وكانت قصة كافية لأن تجري مفيدة لفوزية عملية التعقيم، وقد أقدمت على إجراء العملية بضمير هادئ مستريح مطمئن أنها تقوم بعمل إنساني تثاب عليه. •••
أما الأمر الثاني الذي أزمعته فوزية فقد كان المستحيل أن تبدأ به من فورها، بل كان لا بد لها أن تنتظر بعض الوقت.
لقد كانت مصممة أن يكون ابنها أي شيء إلا أن يكون شبيها لأبيه في الهوة السحيقة من الأخلاق التي يتمتع بها هذا الشيطان الذي سماه أبوه عبد الشكور.
الفصل الخامس عشر
مرت السنوات حافلة بالأحداث الجسام.
واستطاعت فوزية أن تباعد بين ابنها وبين أبيه، باذلة في سبيل ذلك كل جهد؛ لا تدخر وسعا لجعل الطفل يتعلق بها وينفر في الوقت ذاته من أبيه.
ولم يترك عبد الشكور وسيلة تجعله يتقرب من ولده إلا سلكها، دون أن يجدي سعيه الملح أن يجعل راشد يميل إليه.
ومع مرور الأيام بدأت مشاعر راشد تتحول شيئا فشيئا من تباعد عن والده إلى نوع من الكراهية.
وإن كان هذا لم يمنع عبد الشكور أن يدخل ابنه إلى المدرسة الألمانية ليجيد اللغة التي يجيدها مع لغات أخرى.
ولم تجد فوزية في اختيار هذه المدرسة ما يحول بينها وبين ما تريده لابنها من مستقبل باهر تصاحبه كراهيته لأبيه.
অজানা পৃষ্ঠা