============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف والستنة في دقائق الاشارات وجلال العبارات الظاهرات، والله ولي التوفيق وعليه التكلان.
فأول ما أشارت الصوفية إليه في إطلاق علمهم وإضافة الأحوال إليه في معانيها من أسماء الله عز وجل: الحق، ثم حقيقة الحق ، والقيام بالحق للحق، وقيام الحق للحق، 3 ثم أشارت إلى جمع الجمع، (74) وعين الجمع ، والجمع والتفرقة، والفرق الثاني بعد الجمع وتفرقة الأسماء، والفناء والبقاء، ثم أشارت إلى المشاهدة، والمراقبة، والحضور، والحذاء، والقرب، والوصال، والكمال، ووجود الحق، ومشاهدة التوحيد، وتجريدا التوحيد، ثم أشارت إلى الوجد، والوجود، والكشف، والغيبوية، وتحقيق الهمة، وافراد الطوية، ثم تكلمت في الأحوال المعروفة الموصوفة بلسان الظاهر من التوبة، والمحاسبة، والمفاتشة، والزهد، والورع، والرضى، والصبر، والارادة، والقصد، والشكر، والصدق، والاخلاص، واليقين، وغير ذلك مما يكثر تعداده.
فأما ما خص به الصوفية في معنى إشاراتها من بين أهل الصلاح والزهد والتقوى فما تقدم ذكره من الأسامي الموضوعة على إشارة الحق.
ثم الخاصة من العارفين : وإنما تكلم الصوفية في معانيها بالإشارة والرمز والغيرة والاستار عن غير أهلها إذا كان علمهم لدنيا وهو سر للحق من وارد الغيب، ولا يجوز اظهارها إلا لأهلها، وإذا كان العلم مستعجما بخفي الإشارة كان من أراد الله إدراكه مدركا له، ولا يكون لغير أهله فيه نصيب، وقد روي عن جعفر الصادق رضي الله عنه أته قال : نهينا عن إظهار هذا العلم لغير أهله كما نهينا عن الزناء ، ولا إقامة لدين الله إلآ بهذا العلم، وروي عنه أنه قال : إن الله عز وجل فضح من بلغ سره إلى غير أهله، وحكي لي عن أبي العباس بن عطاء أنه قيل له : لم رمزتم بلسانكم واستعملتم الإشارات في علومكم دون التصريح؟ فقال : لأن نصون الحق من غير أهله ، وإنما ذلك لصيانته وحفظه عن غير أهله، فمن وققه الله للتفهم له استعمل الظاهر من العلم بالاخلاص فيه والصدق في حركات الطاعات بنية صادقة وعزم قاطع، فعمل بما علم، حتى ورثه الله علم ما لم يعلم ، وأخذ الإشارة (77) من حقائق الطويات من مواريث المجاهدات.، قال الله عز وجل: والذين جأهدوأ فينا لنهدينهم سبلنا}، فسبيل الخاص لأهل الخاص 2) علمهم: علمها ض4) أشارت: اشارة ض5) الجمع: جمع ض14) علمهم لدنيا: علومهم لدني ضص: 24) القرآن الكريم 19/29.
..
পৃষ্ঠা ৭১