============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف الحق في أسرارهم من عزيز لطائفه وعجيب مواهبه ، ومن الهداية التي شهد الله بها لأهل الاستماع ، قال الله عز وجل : فبشر عباوي الذين يبتمعون القول فيتبعون آخسته}، 3 ثم قال: أولئك النين هداهم الله وأولئك هم أولو الآلباب).
فالسماع أصل من أصول الصوفية تتعلق به معان كثيرة فأول ذلك ما قال الله تعالى: ولو علم الله منهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا} ، وهذا ما تعلق بما 6 تقدم من الهداية في الأصل وهو سماع أهل التوجيد ، ثم سماع الذكر من الحق المتعلق بالأمر والنهي والمواعظ ، قال الله عز وجل : { واتقوا الله واسمعوا}، ثم سماع ما افترض الله عز وجل استماعه وهو كلام الله عز وجل، قال الله تعالى : { وإذا قرئ القرآن 9 فاستمعوا له وأنصتوا}.
فهذه معاني رسوم السماع في أصل ظاهره، ويتعلق بكل سماع باطن وبكل باطن حقيقة، فاما بواطن السماع ووجوه صروفه وأحكام وروده وذوق وجوده وحقائق شهوده 12 فيعرفه أهله، وهم العارفون من الصوفية الذين أشاروا إلى حقائق المعارف وإلى عين الحقيقة ووجود أهل الخالصة.
ال وللسماع أصل بحمل واسم جامع، فنه رسم ومنه سر ومنه حقيقة، لم يقع الاسم في 15 الجملة على كل ذلك، فمن السماع ما هو الفهم عن الله، ومنه ما هو ذات المعنى المشار اليه في الحال، ومنه ما هو نفس القول، ومنه ما هو جامع في الاشارة، والسامعون فيه على ثلاث : سامع يسمع بربه عز وجل، (71) وسامع يسمع بحاله، وسامع يسمع
18 بعلمه، فالذي يسمع بربه عز وجل فعلى ثلاثة معان: سماع بالحق وسماع للحق وسماع من الحق، والذي يسمع بحاله فعلى ثلاثة معان: سماع بالحال من غلبة الحال، وسماع في الحال بصحة وجود الحال، وسماع يفناء الحال وشاهد معول الحال في الحال، والذي 21 يسمع بعلمه فعلى ثلاثة معان: سماع بالعلم المتقدم قبل السماع، وسماع في العلم بحقائق 4) به: 3 ص10) فهذه: فهذا ص 17) يسمع: سمع ص: 2) القرآن الكريم 17/39- 18.
3) القرآن الكريم 18/39.
5) القرآن الكريم 23/8.
7) القرآن الكريم ه/108.
8)- 9) القرآن الكريم 204/7.
ن . ..
পৃষ্ঠা ৬৬