============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف وجوهكم وحسن خلق.
وللصوفية أحوال في الانبساط بعضهم إلى بعض، فأولها بسط اليدين بالعطية، ثم بسط الوجه باليشاشة، ثم بسط اللسان بالمداعبة والمزاح، ثم بسط الجوارح كلها لسرور 3 الاخوان وفرح قلوب الأصحاب، ولا تحمل قلوب الصوفية الانبساط إلا من الأشكال، ثم من دخل في انبساط العامة وأفراحهم فذلك من مشاكلتهم في السر.
ووجوه الانبساط كثيرة، ولاتبساط الصوفية نوادر في سائر الأوقات، ولهم في ذلك أوقات مخصوصة وإخوان معروفة ومواطن معلومة، وقد قال الجنيد : الانبساط يحتاج إلى ثلاثة أشياء: إخوان ومكان وزمان، وشرط الانبساط أن يكون المنبسط يجد قوة الإمساك في نفس الانبساط ولا يعتاده بقوة طبع النفوسية، ويكون راجعا عنه بعده إلى الحق عز وجل، فمن انبسط بنفسه لنفسه وتحرك بطبعه لغيره ذهبت مروته وقلت هيبته وغلبت عليه نفسه، فاداه ذلك إلى المكروه من اللهو والمزاح وكان مواريث ذلك ضد مواريث انبساط القوم ، فإن انبساط القوم للألفة وسرور الإخوان، فإذا كان كما وصفت صار، مواريثه عداوة وغموما، وكل آمر فيشرطه، فاذا كان من غير شرط زالت عنه الحقيقة وصار وبالا على صاحبه وفاعله.
(47) باب سماع الصوفية وأما سماع الصوفية، فإن الصوفية مخصوصة بذلك، فإنهم لما زهدوا في الدار الفانية واختاروا الفقر وبذلوا لله عز وجل (70) المهج واجتهدوا بعد الفرائض في النوافل، فتح 2 الله عز وجل أعين قلوبهم فنظروا بصفاء الهمة وسمعوا بثاقب الفهم وما خولهم الله عز وجل من سابق المعرفة، فتحقق لهم السماع وأخذوا الإشارة من معاني الغيب واتبعوا الأحسن من القرآن من حقيقة ما سبق إلى أسرارهم من حقائق المحبة والأشواق وما أودع 1) لانبساط: انبساط ص 18) لله: الله ض.
1e1er, نe56 519 . -3 ،272 راجع اللمع ( ده نههير
পৃষ্ঠা ৬৫