============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف (11) باب حرفة الصوفية وأما حرفة الصوفية فترك التجارات وترك ما يشغلهم عن الطاعات رغبة في فراغ القلب من الوسواس والبلايا، فإنهم يعرفون فراغ القلب وراحته، فآثروا جميعا ذكر الله على الأسباب، وبذكر الله عاشوا وقاموا، وما يلهيهم عن ذكر الله عز وجل كسب ولا 6 تجارة ولا شرى ولا بيع ولا سعي ولا حركة في طلب الدنيا..
فالصوفية سمعوا الله عز وجل يقول: رجأل لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}، فتركوا التجارات والاكتساب لأن الاكتساب والتجارة مباح ونافلة لا فرض ، لأن الكسب والتجارة مباح على حكم الكتاب والسنة فمن اختار العبادة والزهد على الكسب والتجارة فهو الأفضل ، وقد قال النبي : ما بعثت تاجرا ولا زراعا ، وقال : ما أوحي إلي أن أجمع المال واكون من التاجرين، ولكن أوحي إلي أن : 12فسبخ بحمد ربك وكن من الساجدين ، واعبذ ربك حتي يأتيك اليقين}، وقد قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : لا تكونن تاجرا ولا خائنا فإن أولئك المنقوصون يوم القيامة ، وسئل الشبلي عن قول النبي : أطيب ما يأكل العيد من كسبه، قال : إذا 15 مد يده إلى الله عز وجل ودعا بهما ، فالاشتغال بالله عز وجل آولى من الكسب وأحرى من التجارة إذا كان العبد قويا في توكله ويقينه ، وما عند الله خير ، والله عز وجل يرزق العبد من حيث لا يحتسب، قال الله عز وجل : ومن يتق الله يجعل له مخرجا ور 18 ويرزقه من حيث (44) لا يحتسب}، فإذا اشتغل العبد بالله عز وجل غرم الله عز وجل السماوت والأرض رزقه ، وقد قال الله عز وجل : قل مأ عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) .
3) حرفة: خرقة ض4) جميعا: جميع ص8) مباح فرض: مباحا وتافلة لا فرضا ص 12) فسبح: سبع ش: 7) 8) القرآن الكريم 37/24.
12) القرآن الكريم 99-98/15.
14) المعجم المفهرس 11/6.
17)- 18) القرآن الكريم 2/65 - 3.
19)-20) القرآن الكريم 11/62.
... .
পৃষ্ঠা ৪০