فى خلق السموات والارض وقد بعث الله عز وجل على ذلك وجهل قوما بتركه وهجنهم بالإضراب عنه*
امر الفلك اعجب وصفته اطول من ان يحاول الاحاطة به وبعلمه وهذه صفة موجزة تبين (a) عن كثير من شأنه ان شاء الله
وهو ما دونه العلماء واقتصر عليه المقتصرون
ان الله جل وعز وضع الفلك مستديرا كاستدارة الكرة اجوف دوارا والارض مستديرة ايضا كالكرة مصمتة فى جوف الفلك قائمة فى الهواء يحيط بها الفلك من جميع نواحيها بمقدار واحد من اسفلها واعلاها وجوانبها كلها فهى فى وسطها كالمخ فى البيضة وهو يدور على قطبين قطب فى الشمال وقطب فى الجنوب بين القطبين مائة وثمانون درجة لان الفلك ثلثمائة وستون درجة مستديرة تعود آخرها على اولها وهو يدور فى كل يوم وليلة على القطبين دورة واحدة يبدأ اوله من المشرق فيعود اليه فى اربع وعشرين ساعة يمر تحت الارض ويسمى وسط السماء القبة وهو موضع الاستواء من بينه وبين الجهات الاربع المشرق والمغرب والشمال والجنوب الى كل جهة تسعون درجة ويدور على كل قطب من قطبيه نصفه فمن كان تحت القطب دار عليه الفلك كحجر الرحا ومن كان تحت القبة جرى عليه كجناح الرحا والقبة وسط الارض من قام فيه ابصر القطبين فى الجانبين ليس بعدهما كوكب يراه ولا فلك فاذا مال عن الوسط غاب عنه احد القطبين وارتفع له الآخر بقدر انحرافه حتى يرتفع القطب ويبدو الكوكب من اسفله وحيث ما وقف واقف فبينه (b) وبين الفلك مقدار واحد، وان رأس الحمل والميزان موضع الاستواء مجراهما فى قبة الفلك بينه وبين رأس السرطان فى الشمال اربع وعشرون درجة وهو الذى يسمى الميل وبينه وبين رأس الجدى فى الجنوب اربع وعشرون درجة وهو الذى يسمى الميل (c) ثم الى مدار
Expunctum videtur, sed nulla emendatione addita.
পৃষ্ঠা ৮