او فى جسم غير كرى فقال (a) وكل في فلك يسبحون اذ (b) اسم الفلك يدل على الاستدارة فى لغة العرب ثم زادنا فى تعريف صورة الفلك بصيرة فقال (c) أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج اى لا فرجة فيها ولا انفصال اى هى متصلة اجراء (d) الاستدارة لا انقطاع فيها وذلك انه انما هو من الاجسام الكرى ومن السطوح الدوائر، فما يدل ان المنجمين قد سلكوا السبيل التى ارادها الله منهم انهم يثبتون بالبراهين ان الدائرة اعظم السطوح وان الجسم الكرى اعظم الاجسام وذلك ان كل ذى اضلاع وزوايا من الاشكال ساوى قطره قطر دائرة ومحور كرة فان سطح الدائرة اعظم السطوح التى بهذا الوصف وجسم الكرة اكبر من كل الاجسام التى بهذا الوصف وكل ذى زوايا دار على مركزه فانه يحتاج الى فضاء يحيط به اعظم منه شكله شكل كرة والا لم يدر والكرة تدور على مركزها ولا تحتاج الى غير ذاتها وكل ذى حركة فبضرورة التناهى (e) يثبت تناهى حركته الا حركة المدور فانها بضرورة تناهى المتحرك يجب اتصالها لان الحركة البسيطة اما مستقيمة واما مستديرة فالمستقيمة من اجل التناهى لا بد لها من وال (f) والمستديرة ذو التناهى (g) يتحرك ولا تلحقها (h) ضرورة السكون لان الجسم الذى لا نهاية له لا حركة له وانما تجوز الحركة على ذى التناهى والذى يتحرك مستقيما يقطع (i) مسافات تتناهى من كل مفروض منها الى غيرها حتى ينتهى الى نهاية ما له ان يقطعها ثم يسكن ضرورة والمتحرك (k) على مركزه ليس يقطع مسافات فيضطر تناهيها الى تناهى حركته، فالعجب لمن انصرف عن الله جل وعز ورغب عن هدايته وارشاده ولم يعمل فكره ولا لبه ولا عمله ولا نظره
পৃষ্ঠা ৭