ويحوله (a) فى نواحى البيت حتى انتهى الى وجه البيت، قال ابن عباس فذلك مقام ابراهيم وقيامه عليه، وحدث عن محمد بن اسحاق قال لما بلغ ابراهيم أس (b) آدم الاول فحفر عن ربض (c) البيت وجد حجارة عظاما ما يطيق الحجر منها ثلاثون رجلا ثم بنى على اساس آدم الاول، وحدث عن سفيان بن عيينة والهيثم عن الشعبى قال لما امر الله ابراهيم ان يبنى البيت وانتهى الى موضع الحجر قال لاسماعيل أيتنى بحجر ليكون علما للناس يبتدءون منه (d) فاتاه بحجر فلم يرضه فأتى ابراهيم بهذا الحجر فلما جاء اسماعيل قال يأبه من جاءك بهذا قال اتانى به من لم يكلنى الى حجرك، وحدث عن وهب قال لما بنى ابراهيم القواعد اوحى الله اليه ان أذن فى الناس بالحج فقام بين أخشبى مكة فوجه الى اليمن والى الشأم والى المشرق والمغرب فنادى يا ايها الناس ان الله يأمركم ان تحجوا بيتا فاجيبوا ربكم قال فوقرت فى صدور كل مؤمن وقالوا لبيك اللهم لبيك، قال ويروى عن على بن ابى طالب انه قال انهدم البيت بعد ابراهيم واسماعيل فبنته العمالقة ثم انهدم فبنته قبيلة من جرهم ثم انهدم فبنته قريش*
ذكر ما كانت عليه الكعبة فى عهد ابراهيم عم ثم الى يومنا من داخل وخارج ووصف طولها وعرضها
يقال كان طولها فى عهد ابراهيم صلعم لما بناها تسع اذرع وطولها فى الارض ثلاثين ذراعا وعرضها فى الارض اثنتين (e) وعشرين ذراعا وكانت الكعبة بلا سقف فى عهد ابراهيم ثم بنتها قريش فى الجاهلية ونحن نذكر بناءهم لها فى غير هذا الموضع ان شاء الله وكان النبى صلعم يومئذ قد ناهز الحلم فزادت قريش فى طولها فى السماء تسع اذرع اخرى فكانت فى السماء ثمان عشرة ذراعا وسقفوها ونقصوا من طولها
পৃষ্ঠা ২৯