وملك النّصارى ذلّ قسرا لعزّكم ... يعاود في سلم له النشر والطّيا
ولولا ظباك القاهرات لملكه ... لما كان نحو الحقّ مستمعا وعيا
فلا زلت يا أسمى الملوك مؤيّدا ... ولذّت لك البقيا وطاب لك المحيا
وقلت أيضا:
سهرت فيمن جفنه نائم ... وذبت فيمن جسمه ناعم
ظبي ظبا عينيه فعّالة ... بالقلب ما لا يفعل الصّارم
يستلّ من مقلته صارما ... للصّبر مني أبدا صارم (١)
ينشأ عن عينيه سكر الهوى ... فكلّنا من ثمل هائم
يهزأ بي كأنّه جاهل ... بما ألاقي وهو العالم
شكوته (٢) ما بي من حبّه ... من وله لعلّه راحم
فظلّ والجسم غدا ناحلا ... ودمع عيني أبدا ساجم
يضحك في الحبّ وأبكي أنا ... الله فيما بيننا حاكم!
وقلت أيضا فيه (٣):
هاجت لبعدك لوعة وغليل ... والقلب بعدك واله مخبول
يا نازحا نزح الكرى لفراقه ... رفقا فعقد تصبرّي محلول
وابعث ولو بالطّيف في سنة الكرى ... ليزورني في النّوم عنك رسول
_________
(١) الصارم في البيت السابق: السيف، وصارم هنا «فاعل» من صرم: قطع.
(٢) في النسختين: شكوت، ولعل الصواب ما أثبت.
(٣) في غرض الغزل، أو المحبوبة المذكورة في القطعة السابقة.
1 / 88