فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت ... ويا لذة الأسماع حين تكلم
ويا خجلة الغُصْن الرطيب إذا انثنت ... ويا خجلة الفجرين حين تَبَسَّم
فإن كنت ذا قلب عليلٍ بحبها ... فلم يبق إلا وصلها لك مرهم
ولاسيما في لثْمها عند ضمِّها ... وقد صار منها تحت جيدك معصم
تراه إذا أبدت له حسن وجهها ... يلذَّ به قبل الوصال وينعم
تفكّه منها العين عند اجتلائها ... فواكه شتى طلعها ليس يعدم
عناقيد من كَرْم وتفاحِ جنَّةٍ ... ورمان أغصانٍ به القلب مغرم
وللورد ما قد ألبسته خدودها ... وللخمر ما قد ضمّه الريقُ والفَم
تقسم منها الحسنِ في جمع واحد ... فيا عجبا من واحد يتقسم
لها فرق شتى من الحسن أجمعت ... بجملتها إن السلو محرم
تذكر بالرحمن من هو ناظر ... فينطق بالتسبيح لا يتعلثم
إذا قابلت جيش الهموم بوجهها ... تولى على أعقابه الجيش يهزم
فيا خاطب الحسناء إن كنت راغبا ... فهذا زمان المهر فهو المقدَّم
ولما جرى ماء الشبابِ بغُصْنِها ... تيقن حقًا أنه ليس يهرم
وكن مبغضًا للخائنات لحبها ... فتحظى بها من دونهن وتنعم
وكن أيِّما ممن سواها فإنها ... لمثلك في جنات عدن تأيَّم
وصم يومك الأدنى لعلك في غد ... تفوز بعيد الفطر والناس صوّم
وأقدم لا تقنع بعيش منغصٍ ... فما فاز باللذات من ليس يقدم
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها ... ولم يك فيها منزل لك يعلم
1 / 38