قبل أن يبدأ زربة بجر المحراث على ظهره، التهم نصف كيلو حلاوة، ثم ثبت المحراث جيدا على كتفيه، وأخذ يجره بخفة ووالده يقبض بعصا المحراث، وزوجته ترمي البذور خلفهما. كان زربة يجر المحراث وهو ينظر أحيانا إلى حسن ابنة سعيد فارع، أجمل فتاة في القرية، كانت تحرث بالقرب منهم فوق بقرتهم وأمها خلفها ترمي البذور. ظل زربة وأبوه يتنقلان من حقل إلى حقل بخفة حتى التاسعة صباحا. جلسوا يأخذون قسطا من الراحة لمدة نصف ساعة لمضغ القات. كان يشاهد حسن وهي تحرث بعمل متقن كالرجال. مروا على قرية ذارع التي في الجبل المقابل لقريتهم، وهي خاوية على عروشها، سخروا من أهلها الذين تركوا حقولهم وتفرقوا في المدن والقرى، على الرغم من أن القرية كانت أكبر قرية في المنطقة. تلك السخرية انتقلت فيما بعد إلى قرية القرن، وقرى أخرى كثيرة في المنطقة. عاد زربة وأبوه وزوجته ظهرا إلى البيت؛ لتناول الغداء وأخذوا قسطا من الراحة لمضغ القات حتى الثانية ظهرا، ثم خرجوا مرة أخرى إلى الحقول القريبة. شاهد زربة سالم الحطاب وهو يحرث على ثوره وخلفه زوجته ترمي البذور، وكذلك شاهد عمته سعيدة تحرث على بقرتها وبنتها ترمي البذار خلفها. وسمع الحطاب وهو يدندن:
راعي الغنم رد الغنم ل الأشراف
ليت المحبة تغترف بالأكراف
44
ضحك زربة وقال لزوجة الحطاب: وا مريم زوجك عاده
45
يحب، كان يشتي
46
يزوج في شرار. أثناء ذلك مر شماس المطين بجوارهم، فأكد كلام زربة. مزحتهما تلك أدت إلى ذهاب مريم إلى بيت أبيها غاضبة، فذهب زربة إلى دار أبيها يسترضيها أن تسامح مزحته. وسرد لها قصة شراء السروال من قبل النساء اللاتي كن يعملن معهم في البناء في منطقة شرار. ضحكت مريم، وكان هذا بدء التصالح مع زوجها.
12
صفحة غير معروفة