وما زلت أفعل ذلك والناس يتناقشون في أي الموضوعات أنسب وأنفع، وفي أي الموضوعات علي أن أعالج!
أنت أيها الغريب
أنا وأنت سجينان من سجناء الحياة.
وكما يعرف السجناء بأرقامهم يعرف كل حي باسمه.
وقد التقينا وسط جماعات المتفقين فيما بينهم على الضحك من سواهم حينا، والضحك بعضهم من بعض أحيانا.
أنا منهم وإياك غير أن شبهك بهم يسوءني؛ لأني إنما أقلدهم لأريك وجها مني جديدا، وأنت أتجاريهم بمثل قصدي، أم الهزء والاستخفاف فيك طوية وسجية؟
ولكن رغم انقباضي للنكتة منك والظرف، ورغم امتعاضي للتغافل منك والحبور، أراني وإياك على تفاهم صامت مستديم يتخلله تفاهم آخر يظهر في لحظات الكتمان والعبوس والتأثر.
بنظرك النافذ الهادئ تذوقت غبطة من له عين ترقبه وتهتم به، فصرت ما ذكرتك إلا ارتدت نفسي بثوب فضفاض من الصلاح والنبل والكرم، متمنية أن أنثر الخير والسعادة على جميع الخلائق.
لي بك ثقة موثوقة، وقلبي العتي يفيض دموعا. سأفزع إلى رحمتك عند إخفاق الأماني، وأبثك شكوى أحزاني؛ أنا التي تراني طروبة طيارة.
وأحصي لك الأثقال التي قوست كتفي، وحنت رأسي منذ فجر أيامي؛ أنا التي أسير محفوفة بجناحين متوجة بإكليل.
صفحة غير معروفة