[ثواب دخول الكعبة] وأما ثواب دخولها : فروينا فيه من حديث بن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من دخل البيت وصلى فيه ، دخل فى حسنة وخرج من سيئة مغفور له» أخرجه الطبرانى.
وروى الفاكهى من حديث بن عمر رضى الله عنهما : «من دخله يعنى البيت فصلى فيه ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
وقد اتفق الأئمة على استحباب دخولها ، واستحسن مالك كثرة دخولها.
وأما ما ورد موهما بخلاف ذلك : فحديث عائشة رضى الله عنها قالت : «خرج النبى صلىاللهعليهوسلم من عندى ، وهو قرير العين ، طيب النفس ، فرجع إلى وهو حزين ، فقلت له ، فقال : إنى دخلت الكعبة ، ووددت أنى لم أكن فعلت ، إنى أخاف أن أكون أتعبت أمتى من بعدى» أخرجه الترمذى ، والحاكم فى مستدركه من حديث إسماعيل بن عبد الله بن عبد الملك بن أبى الصفير المكى ، عن بن أبى مليكة عن عائشة رضى الله عنها.
وإسماعيل : وهاه بن مهدى ، وذلك يقتضى توهين حديثه ، والله أعلم.
وقال المحب الطبرى بعد إخراجه لهذا الحديث : وقد استدل بهذا الحديث من كره دخول البيت ، ولا دلالة فيه ، بل نقول : دخوله صلىاللهعليهوسلم دليل على الاستحباب ، وتمنيه عدم الدخول : قد علله بالمشقة على أمته ، وذلك لا يرفع حكم الاستحباب .. انتهى.
صفحة ٨٧