اختلف العلماء فى استحباب المجاورة بمكة.
فذهب إلى استحبابها : الشافعى ، وأحمد ، وأبو يوسف ، ومحمد بن الحسن صاحبا أبى حنيفة وابن القاسم صاحب مالك ، فيما نقله عنه بن الحاج.
وذهب أبو حنيفة إلى عدم استحبابها .
وفهم ذلك بن رشد من كلام وقع لمالك ؛ وذلك لخوف الملل ، وقلة الاحترام لمداومة الأنس بالمكان ، وخوف ارتكاب ذنب هنالك.
وذكر النووى فى «الإيضاح» : أن المختار استحباب المجاورة بمكة .. انتهى.
وأما الموت بمكة :فروى من حديث بن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من مات بمكة فكأنما مات بسماء الدنيا» . وإسناده ضعيف.
وروى عن النبى صلىاللهعليهوسلم مرسلا أنه قال : «من مات بمكة بعثه الله فى الآمنين يوم القيامة» .
أما فضل أهل مكة : فروينا من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عتاب بن أسيد على مكة ، فقال له : «هل تدرى إلى من أبعثك؟ أبعثك إلى أهل الله». أخرجه الزبير بن بكار فى كتاب «النسب» والفاكهى. ورواه الأزرقى مرسلا ، وزاد فيه : «فاستوص بهم خيرا» يقولها ثلاثا .
صفحة ٥٣