وتمتاز عند الشافعى وطائفة من العلماء بتضاعف الصلاة فيها على غيرها ، وبعدم كراهية صلاة النافلة فيها فى وقت الكراهة وغير ذلك.
ومما تمتاز به : تضاعف السيئة بها عند مجاهد وابن حنبل ، والصحيح خلافه .
ولمكة أحكام أخر تخصها ، وأحكام أخر تشاركها فيها المدينة ، وقد استوفينا ذلك كله فى أصله.
وحرم مكة فيما ذكر مساو لها ، ويستثنى من نباته : الإذخر والسنا ، والإذخر فى الحديث ، والسنا مقيس عليه ؛ للحاجة إليه فى الدواء ، نص عليه فى «المدونة» و «الموازية».
ويستثنى من عضد شجر الحرم : العصا والعصاتين ، فإن مالكا أرخص فى ذلك.
وأما تعظيم الناس لمكة وحرمها : ففى الأزرقى من ذلك أخبار.
منها : أن الرجل كان يلقى قاتل أبيه وأخيه فى الكعبة ، أو فى الحرم ، فى الشهر الحرام ، فلا يعرض له.
ومنها : أن احتكار الطعام بها للبيع إلحاد ، وهذا يروى عن عمر وابنه.
ومنها : ما يروى عن عمر رضى الله عنه : لأن أخطىء سبعين خطيئة بركبة أحب إلى من أن أخطىء خطيئة واحدة بمكة .
ومنها : أن الشيخ أبا عمرو الزجاجى أحد كبار مشايخ الصوفية أقام بمكة أربعين سنة لم يبل ولم يتغوط فى الحرم.
صفحة ٤٢