الز هري أحاديثه وسيرته
تصانيف
فاعرف هذا ولا تغتر بقول ابن حبان وأضرابه، بل اتهمهم في باب الجرح والتعديل، فهم يميلون إلى تقوية مذهبهم بتعديل رجالهم وتضعيف خصومهم، ومع ذلك عداوة المذهب، فهي باعث على الجرح شديد، وكذلك الحسد، وكذلك الرغبة في إسعاد السلطان وموافقة هواه، نسأل الله العصمة والتوفيق.
نعم، وبمجموع ما ذكرناه في الزهري تتأكد الروايات الدالة على ميله إلى الدنيا وركونه إلى الذين ظلموا، فصار متهما بمساعدتهم في الحديث بما ينفق عند العامة ولا يبطل ثقته عندهم.
وفي مسند أحمد بن حنبل(1) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا روح حدثنا إسحاق حدثنا عمرو بن دينار، وحدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن أبي موسى عن وهب بن منبه عن ابن عباس أن النبي قال: ((من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن)). انتهى.
وأخرجه أبو داود في سننه(2) وأخرجه النسائي(3) بلفظ: ((من اتبع السلطان افتتن)).
وقال ابن حجر في شرحه على البخاري(4): وفي حديث عمر في مسنده للإسماعيلي من طريق أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر رفعه قال: ((أتاني جبريل فقال: إن أمتك مفتنة من بعدك، فقلت: من أين؟ قال: من قبل أمرائهم وقرائهم يمنع الأمراء الناس من الحقوق فيطلبون حقوقهم فيفتنون ويتبع القراء هؤلاء الأمراء فيفتنون)) الحديث.
وأخرج الإمام أبو طالب عليه السلام في الأمالي(5) بسنده عن أنس قال: قال رسول الله: ((اتقوا العابد الجاهل والعالم الفاسق)).
وأخرج هنالك بسنده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله: ((الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا)).
قيل: وما دخولهم في الدنيا يا رسول الله؟ قال: ((اتباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم)).
صفحة ٨٢