ويريد المؤلف حفظه الله تعالى من خلال هذا الكتاب أن يرشد أصحاب العقول إلى كيفية التعامل الصحيح مع قضية الجرح والتعديل، فالمشتغل به لا يكفيه أن يقول فيمن يريد جرحه: (رافضي جلد، شيعي جلد، كوفي، مبتدع، قدري) بل لا بد أن يبرهن على قوله، ويبين على دعواه، لأن هذه الألقاب أحدثتها الأهواء، ومصطلحات صنعتها السياسة، فإذا أراد الكلام في شخص ما، فلا بد أن يورد الحقائق والوثائق، الدالة على جرحه أو تعديله، وما هذه الرسالة التي بين يديك إلا أحد الأمثلة الصحيحة، التي ينبغي أن يسير عليها كل باحث منصف، إذ أنها تعتبر منهجا علميا دقيقا، ونموذجا حديثيا فريدا في مسألة الجرح والتعديل.
وقد اشتمل هذا الكتاب على فصلين، وخاتمة:
تناول في الفصل الأول روايات الزهري، وتقرير تهمته فيما يرويه.
وتناول في الفصل الثاني سيرة الزهري مع بني أمية، وموالاته لهم.
وتناول في الخاتمة إيراد بعض ما يتعلق بالفصلين، وجعله على شكل فوائد لا يمكن الإستغناء عنها.
والخلاصة: إن هذا الكتاب هام جدا، يحتاجه كل باحث منصف، غرضه الحق، جزى الله مؤلفه خير الجزاء، وحفظه من كل سوء ومكروه، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير, وإليك نبذة مختصرة عن المؤلف حفظه الله تعالى وأبقاه، وهو أشهر من نار على علم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطاهرين.
صفحة ٧