123

ظهر الإسلام

تصانيف

فمجالس كسيت رقيما أبيضا

ومجالس كسيت طميما أصفرا

لم يبق نوع صامت أو ناطق

إلا غدا فيها الجميع مصورا ... إلخ.

وبعد؛ فقد كان المال وفيرا كثيرا، والترف والنعيم بالغا أقصاه في بلاط الخلفاء وقصور الأمراء والخاصة، أما الشعب فأكثره بائس فقير.

قد كان هناك طبقتان متميزتان كل التميز، فالخليفة ورجال دولته وأهلوهم وأتباعهم طبقة الخاصة، وهم عدد قليل بالنسبة لمجموع الأمة، وبقية الناس - وهم الأكثر - طبقة العامة من علماء وتجار وصناع ومزارعين ورعاع، وأغلب هؤلاء فقراء إلا من اتصل منهم بالخلفاء والأمراء.

ذلك أن أكبر مصدر للمال هو الجزية والخراج، وهذه تدخل في بيت المال تحت سلطة الخلفاء ومن إليهم، وينفق منها على مصالح الدولة، وما بقي - وهو كبير - يصرف في رغبات الخلفاء والأمراء: من هبات للشعراء والمداح، وشراء ما يعرضه تجار الجواهر، وتجار الجواري والتحف، وجوائز للمضحكين. والكريم منهم يمد الموائد لفقراء الشعب ويطعمهم ويكسوهم، فألوف الناس تأكل على الموائد وتنال صدقاتهم؛ فلؤلؤ الحاجب في أيام الفاطميين يفرق في اليوم اثني عشر الف رغيف مع قدر الطعام، فإذا دخل رمضان أضعف ذلك، ووقف هو بنفسه ليفرقه،

30

وكان علي بن عيسى - وزير المقتدر - يعطي الطالبيين والعباسيين وأبناء الأنصار،

31

صفحة غير معروفة