الزهد والورع والعبادة
محقق
حماد سلامة، محمد عويضة
الناشر
مكتبة المنار
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧
مكان النشر
الأردن
تصانيف
التصوف
رب الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنت رَبِّي الله الى من تَكِلنِي الى بعيد يتجهمني أم الى عَدو ملكته أَمْرِي ان لم يكن بك غضب عَليّ فَلَا أُبَالِي غير أَن عافيتك هِيَ أوسع لي أعوذ بِنور وَجهك الَّذِي أشرقت لَهُ الظُّلُمَات وَصلح عَلَيْهِ أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أَن ينزل بِي سخطك أَو يحل عَليّ غضبك لَك العتبى حَتَّى ترْضى وَكَانَ عمر بن الْخطاب ﵁ يقْرَأ فِي صَلَاة الْفجْر انما أَشْكُو بثي وحزني الى الله ويبكي حَتَّى يسمع نَشِيجه من آخر الصُّفُوف بِخِلَاف الشكوى الى الْمَخْلُوق قرىء على الامام أَحْمد فِي مرض مَوته أَن طاووسا كره أَنِين الْمَرِيض وَقَالَ انه شكوى فَمَا أَن حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ أَن المشتكي طَالب بِلِسَان الْحَال اما ازالة مَا يضرّهُ أَو حُصُول مَا يَنْفَعهُ وَالْعَبْد مَأْمُور أَن يسْأَل ربه دون خلقه كَمَا قَالَ تَعَالَى فَإِذا فرغت فانصب والى رَبك فارغب وَقَالَ ﷺ لِابْنِ عَبَّاس اذا سَأَلت فاسأل الله واذا استغنت فَاسْتَعِنْ بِاللَّه وَلَا بُد للانسان من شَيْئَيْنِ طَاعَته بِفعل الْمَأْمُور وَترك الْمَحْظُور وَصَبره على مَا يُصِيبهُ من الْقَضَاء الْمَقْدُور فَالْأول هُوَ التَّقْوَى وَالثَّانِي هُوَ الصَّبْر قَالَ تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا بطانة من دونكم لَا يألونكم خبالا الى قَوْله وان تصبروا وتتقوا لَا يضركم كيدهم شَيْئا ان الله بِمَا يعْملُونَ محيظ وَقَالَ تَعَالَى بلَى ان تصبروا وتتقوا
1 / 100