زعماء وفنانون وأدباء

كامل الشناوي ت. 1376 هجري
145

زعماء وفنانون وأدباء

تصانيف

ولقد كانت حياة أبو شادي العلمية والأدبية صراعا عنيفا بينه وبين خصومه العديدين، بعض هؤلاء الخصوم كانوا على خلاف معه في الرأي، فحاربوه بأسلحة شريفة، وبعضهم كانوا حاقدين عليه، فاستعملوا ضده أسلحة الدس والكيد والغدر، وحاربوه في رزقه وسمعته، حتى اضطر أن يبيع مطبعته في السيدة زينب، وكان يقيم في هذه المطبعة حيث يحرر مجلة أبولو الشهرية، ومجلة «الإمام» الأسبوعية.

وقد أسس جمعية أبولو لخدمة الشعر، وأسند رياستها لأحمد شوقي، فلما مات شوقي أسند رياستها لخليل مطران، وكان أبو شادي في الواقع «دينامو» الجمعية وطاقتها الكبرى، وكان ينظم اجتماعاتها، ويتولى شئون أعضائها، وأكثرهم احتلوا مكانة مرموقة في الشعر، وأكتفي هنا بذكر أسماء من فارقونا إلى العالم الآخر، بعدما تركوا آثارا فنية باقية وهم: الدكتور ناجي، علي محمود طه، ومحمد الهمشري، وعبد الحميد الديب.

وقد باع أبو شادي كل ما كان يملكه عن أبيه المحامي محمد أبو شادي، زميل سعد زغلول في الدراسة والمحاماة؛ باع كل ما يملك وأنفقه على الكتب، والدواوين والمجلات الأدبية التي أصدرها ، وقد دخل أبو شادي عدة معارك أدبية في وقت واحد، حاربه أنصار القديم؛ لأنه كان مجددا، ولم يقف إلى جانبه أنصار الأدب الحديث، فقد كانوا شيعا مختلفة، وكان يحارب بعضهم بعضا بسبب انتساب فريق منهم إلى الوفد، وانتساب فريق آخر إلى الحزب الوطني، وانتساب فريق ثالث إلى حزب الأحرار الدستوريين! وكانت هذه الفرق كلها - قديمها وجديدها - تناصب أبو شادي العداء، وتحمل عليه حملات شعواء قاسية!

وقد هاجمه أحد الكتاب فقال: إن الأطباء يعدون أبو شادي شاعرا، والشعراء يعدونه طبيبا!

وكان - رحمه الله - يضيق بهذا الأسلوب في الهجوم.

مدارس الأدب

كانت مدارس الأدب في مصر أربعا: مدرسة القدماء ويتزعمها رجال الأزهر ودار العلوم، ومدرسة للمحدثين بزعامة شكري والعقاد والمازني، وقد انقسم ثلاثتهم؛ فاعتزل عبد الرحمن شكري الحياة العامة، واندمج العقاد في مناصرة الوفد، ووقف المازني موقف المناصر للحزب الوطني حينا، والمعادي للوفد في جميع الأحيان!

وهكذا أصبحت هذه المدرسة مدرستين أو ثلاثا!

ومدرسة أخرى للمحدثين بزعامة طه حسين وهيكل وعبد الرازق وعزمي، وهؤلاء كانوا يناصرون حزب الأحرار.

ومدرسة زكي أبو شادي وإسماعيل مظهر ومن معهما من شعراء وأدباء كانوا لا يزالون في مستهل حياتهم الأدبية.

صفحة غير معروفة