زعماء وفنانون وأدباء

كامل الشناوي ت. 1376 هجري
132

زعماء وفنانون وأدباء

تصانيف

كيف يهوى المعذبون السهادا

إذن لم تكن ليلة طرب بل كانت ليلة شقاء، إن عبد الوهاب لم يشج الشاعر ولكن أشقاه، وسامه سوء العذاب!

وكيف يتفق هذا الشقاء والعذاب، مع وصف الشاعر للمغني بأنه أطرب السمع والحجا والفؤاد؟

وكتبت جريدة الكشكول كلمة تحت عنوان «هجاء في مدح»، قالت فيها:

سأل أعرابي أحد المغنين ما الغناء؟ فأراد المغني أن يري الأعرابي كيف يكون الغناء، فأخذ يتغنى بأبيات من الشعر، ويهتز، ويلقي برأسه إلى الوراء، ثم يعتدل، ويتجعد وجهه، وتلعب عيناه ، فقال له الأعرابي: «والله يا أخي ما يفعل بنفسه هكذا عاقل!»

وقد صدق، ولم نر من استملح هذه البشاعة من المغنين غير المازني، فقد كتب فصلا عن المغني النابغة محمد أفندي عبد الوهاب، قال فيه إنه إذا تناول العود وأصلحه واستعد للضرب عليه، يرفع رأسه حتى يكاد يمس به ظهر الكرسي، ويرسل طرفه إلى الفضاء، وتلك أوصاف مفتراة، ظنها المازني مما يحمد من المغنين، فوصف بها عبد الوهاب، وعبد الوهاب براء منها!

ثم قالت:

ولا نرى المازني أخزاه الله يصف مغنيا، ولكنه يصف قردا، وخيل إليه أنه يمدح وهو يهجو، ولا شأن لنا به.

فلينظر عبد الوهاب كيف جزاء من يطرب الحمقى والجهال، فلا يكافئونه إلا بإلحاقه بالقرود.

ولما ظهر الكشكول وفيه هذه الكلمة، أخذ شوقي يبدي إعجابه بالكاتب متسائلا: يا ترى من يكون؟ إنه ليس أديبا فقط، ولكنه أديب وموسيقي ويفهم في علم النفس. وكان يقول هذه الكلمات على مسمع من عبد الوهاب.

صفحة غير معروفة