112

الأسماء والصناعات وعمارة الأرضين والأطعمة والأدوية ، واستخراج المعادن وغرس الأشجار ومنافعها ، وجميع ما يتعلق بعمارة الدين والدنيا.

وقيل : علمه أسماء الأشياء كلها ما خلق وما لم يخلق ، بجميع اللغات التي يتكلم بها ولده بعده ، فأخذ عنه ولده اللغات ، فلما تفرقوا تكلم كل قوم بلسان ألفوه واعتادوه ونسوا غيره.

و «آدم» اسم أعجمي ك : آزر وشالخ. وقيل : اسم عربي مشتق من الادمة ، أو الأدمة بالفتح بمعنى الاسوة ، أو من أديم الأرض ، لما

روي عنه صلى الله عليه وآلهوسلم أنه سبحانه قبض قبضة من جميع الأرض سهلها وحزنها فخلق منها آدم ، فلذلك يأتي بنوه ضروبا مختلفة. أو من الادم والادمة بمعنى الالفة.

والاسم باعتبار الاشتقاق ما يكون علامة للشيء ، ودليلا يرفعه إلى الذهن من الألفاظ والصفات والأفعال. واستعماله عرفا في اللفظ الموضوع لمعنى ، سواء كان مركبا أو مفردا ، مخبرا عنه أو خبرا أو رابطة بينهما. واصطلاحا في المفرد الدال على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة. والمراد به في الآية إما الأول أو الثاني.

وملخص المعنى : أنه تعالى خلقه من أجزاء مختلفة ، وقوى متباينة ، مستعدا لإدراك أنواع المدركات ، من المعقولات والمحسوسات والمتخيلات والموهومات ، وألهمه معرفة ذوات الأشياء وخواصها وأسمائها ، واصول العلم ، وقوانين الصناعات وكيفية آلاتها.

( ثم عرضهم على الملائكة ) الضمير للمسميات المدلول عليها ضمنا ، إذ التقدير أسماء المسميات كما ذكر (1). والمراد بالمسميات ذوات الأشياء أو مدلولات الألفاظ. وتذكيره لتغليب ما اشتمل عليه من العقلاء.

صفحة ١١٧