الدهر جار فاه من غدرائه ما كان أحلى الوصل فى ليلاته فجا وكذر صافيا من وردة قبحت حصائله على حركاته فاصبر له صبر أمرىء ذى همة فالدهر لا يبقى على حالاته كم مرة عسر ويسر بعدها واليسر بعد العسر فى ساعاته وإذا أنتك قضية فاصبر لها من يصبرن أضاق صدر عداته وادعوا الإله تضرعا مع ذلة إن الذليل يجاب فى دعواته فالدهر عادته يذل عزيره ويرى الإساءة فى يدى حسنائه إن قابل الدهر المشت بحادث فاثبت إذا أذى على وتباته إن عائد الدهر الخؤون فلا أرى عجبا لقد عادى على عاداته واصبر على الأحداث فيه فريما لم يحرم الفطن اللبيب هباته وينال منه الجاهلون جناءهم وأرى اللبيب على شفا غدراته وإذا يساعدك الزمان فكن على حذر ولا تركن إلى عثراته فالدهر مثل الظل ليس له بقا كم من أناس هذ فى سطواته فالدهر إقبال وإدبار به كم من سعى ويخيب فى مسعاته سلم لرت العرش أمرك كله فلعل تأمن يا فتى غدراته وله أيضاء الدهر يومان صفو تم تكدير وشره بعدها لا شك تيسير كم شدة بعدها وعظم هنا وكم هنا بعده هم وتعسير جار الزمان علينا فى تصرفه حتى استوى فيه شاهين وعصفور كم ساعة أحزن الإنسان أولها وفى أواخرها الإنسان مسرور لا بارك الله فى دهر يكون به أردى البيوت عليا مشرف الدور فاصبر لدهرك إن الدهر ليس له بقا ولا ينفع المحتوم تدبير وروح النفس وأعلم حق معرفة فوق المدبر للرحمن تقدير ولا تكن قانطا إن الزمان به صفو إذا ما أتاك اليوم تكدير وسلم الأمر لله الكريم ولا تكن كمن هو بالأيام مغرور ذواك صبرك فاستعمله ما بقيت لك الحياة إلى أن ينفخ الصور وله أيضا الدهر ما يعطى يقينا يسلب هذا عوائده فلا تتعجبوا وأنا أمرء قد كان شربى فى الهوى صافى تكدر من صديق المشرب هذا جزا من يطمئن إلى العدى ويرى البشاشة حين يأتى العقرب كل أمرع يبذى العدواة معلنا فتوك عنه وبابه لا تقرب واتركه لو أبدى الصداقة والوفا واصبر له فالصبر فيه المطلب والصبر مر كاسمه يسفى به لكن بأخره يقينا يعذب والدهر لا يبقى على حالاته لكنه من طبعه يتقلب لا تجزعن إذا أنتك كريهة واصبر لها أمرء لا يرهب فالصبر فيه الأمن من كيد العدى والله يبقى والخلائق تذهب وله أيضا الدهر يورى للأنام عجائبا يلقى الشريف به عذابا واصبا شبهت هذا الدهر سفنا قد جرت كم ناجيا منها وأخر راسبا قل للذى فد لامنى من جهله الدهر أطوار فلا تك كاذبا فالخير يعطى للدنى وكم أرى للخير من أشراف قوم حاجبا فالبدر ينقص فى السماء كماله ويلازم الرتب الكمال كواكبا فالدهر لا يبقى على حالاته كم يلتقى الإنسان فيه عجائبا يا لائمى فى الدهر كن لى عاذرا إياك يوما أن تكن لى عاتبا فالدهر يجعل للسباسب أبحرا والبحر يجعله الزمان سباسبا لا تطمئن لذا الزمان وأهله فالدهر إشراك المهالك ناصبا كم من شريف خاضع متدلل أضحى لفضل لتيم قوم طالبا كم من صديق صدقه لك قد غدا كذبا ومنه الشر أضحى جالبا وإذا صفوت له غدا متكدرا وإذا دنوت له تنخى جانبا دعه ولا تركن إليه فإنه مثل الأفاعى حيث كن ضواريا وله أيضاء واحسرتاه لم يبق خل منصف كلا ولا معرف لا متعظف بل كل من أرجو لكشف ملمتى إما يخون العهد إما يسرف ولقد بذلت الجهد فى طلب الوفا لم ألقى فى الدنيا صديقا ينصف إلا صديقا خلته لى ناصرا واخترته عونا ولا اتكلف وجعلته لى عزة القا العدى ورجوت عهدا بيننا لا يخلف وظننته ينقى على ولو جفى أهل الوفا فهو الوفي المنصف ترك المواثيق القديمة بيننا ورمى يمينه كافة لا يحلف إياك إياك الصديق فإنه بعد الصداقة بالعداوة أعرف فأنا الذى قد ساءه أصحابه الله يحفظ كل من لا يعرف ومما سمعته لبعض الفضلاء في المعنى : تالله لو عاش الفتى من دهره ألفا من الأعوام مالك أمره متنغما فيها بكل غريبة ومبلغا فيها نهاية أم ره لا يعرف الاسقام فيها دائما تلا ولا تجرى الهموم بفكره ما كان ذلك كله مما يفي بمبيت أول ليلة فتى قبره تم وكمل بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ، صلى الله على سيدنا محمد وأله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
صفحة غير معروفة