على بلادها فجرد السلطان اليهم من يردهم وشرع في تجهيز عسكر إلى الكرك فسير المغيث بن العادل يلتمس العفو عنه من السلطان ثم أرسل يستعطف السلطان فأجابه وأقطعه دبيان واستأمنت الشهرزورية إلى السلطان فآمنهم وعفا عنهم وأعطى بعضهم الاقطاعات.
فأمسكا الأمير علاء الدين طيبرس الوزيري وأرسلاه مقيدا الى القلعة فاعتقله السلطان مدة الكلام بلغه عنه ثم أطلقه فيما بعد وأحسن اليه وأعطاه امرة وقربه وأدناه ولما أرسل إلى القلعة مقيدا أقام بها الأمير علاء الدين [ايدغدي الحاج) الركني إلى أن عين السلطان لها الأمير جمال الدين اقوش النجيبي وأرسله اليها في السنة المذكورة فتولي نيابة السلطنة بها مدة.
وكان المذكور قد جهزهم وأرسلهم لما ضايقه أخوه قبل انهزامه إلى بلاد الأشكرى وهم الأمير شرف الدين الجاكي والشريف عماد الدين الهاشمي والأمير ناصر الدين بن كرج رسلان امير حاجب ووصل معهم كتابه بأنه نزل للسلطان عن نصف مملكته وسير دروجا عليها علائمه ليكتب فيها مناشير بما يقطعه السلطان من بلاده لمن يشاء فأكرم السلطان رسله وجهز الأمير ناصر الدين اغلمش الصالحي ليتوجه اليه بجماعة من العسكر وأقطعه ثلاثمائة فارس في الروم ولما وقع الاهتمام بذلك جاءت الأخبار بانهزامه فتأخر الحال فكان كما قيل:
سيف الدين بهديته.
فأرسل القصاد والفرمان الى السلطان.
صفحة ٧٥