ايامنا الزاهرة اذ وجب عليهم وعلى كافة المسلمين طاعتنا لقوله تعالى وأمره بطاعة اولى الأمر منكم وعليهم أن يخطبوا على المنابر باسمنا وعند قرب الوصول الى بلادهم يستقبلونا وتصاحبنا القضاة والعلماء والصلحاء والمشايخ والسادات والفقهاء مرشدين الى المزارات المباركة من مشاهد الاولياء ومواقف الانبياء مستوهبين من الله التوفيق لنيل مثوباتهم واحراز بركاتهم وبعد ذلك نقصد الاحرام بحجة الاسلام وزيارة بيت الله الحرام سيما وهو اكبر قواعد الاسلام اذ هو على كافة الاسلام لقوله عز وجل: والله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا .
وسائر المتوكلين في امان من الله ورسوله ويكونوا مطمئنين فارغ البال رافعي الحال ونحن عاهدنا الله ورسوله على جميع ذلك واذا وقفوا على ما انفدنا اليهم يبعثون الينا من يعرف و احوالهم وخلوص عقيدتهم وصفاء طويتهم حتى نعين الشحاني المعتبرين في صحبتهم التواقيع والفرامين ليحفظوا البلاد ويقيموا الأسواق ولا يمكنوا احدا من الظلم والجور ولا تشويش خواطرهم لان العساكر الجمة اذا وصلوا اليهم تبع المعاملات معهم ما يكفيهم سنة واكثر فاستراحوا من ذلك فاذا تشرفوا بمطالعة هذا التوقيع الشريف وامتثلوا مقاصده وفحواه فقد فازوا فوزا عظيما والا فقد خسروا خسرائا مبينا وعقاب ذلك سفك الدماء وعارة الأموال بوقوع الهرج والمرج ونحن نبرأ من ذلك وقد اعذر من انذر والسلام على من اتبع الهدي .
بجامع بني امية نسخته :
صفحة ٣٣٧