من العربان المقيمين ببلد مراكش يقال لهم الدشم لهم عدة كثيرة وعدة كبيرة فالتقوا على واد يسمى أم ربيع وكان عبدالله بن اليعجوب بن يعقوب المذكور على مقدمة الجيش فكانت الكسرة عليه فقتل وقتل من العرب أيضا خلق كثير ورجع بنو مرين عنهم واستقروا بفاس أعواما ثم شرعوا في قصد مراكش وضايقوها وبها صاحبها ادريس بن أبي العلا حفيد عبد المؤمن الكومي وتابعوا عليه غارة بعد غارة حتى ضاق على ابن أبي دبوس المجال وخرج عن بده أطراف تلك الأعمال وآل به المال الى ما سنذكره في موضعه ان شا الله من الأحوال.
وفيها توفي الشيخ الفقيه ابو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن مناس الطرابلسي المالكي كان قد ولى القضا بطرابلس الغرب والمهدية ثم استوطن الاسكندرية وكان شخصا صالحا.
وفيها توفي الأمير مجير الدين ابو اسحق يعقوب بن السلطان الملك العادل أبي بكر ابن أيوب بدمشق.
وتوفي أبو المظفر يوسف بن قزعلي بن عبدالله البغدادي الحنفي الواعظ سبط الإمام أبي الفرج بن الجوزي بجبل قاسيون بظاهر دمشق وكان أحد الفضلا وله تصانيف حسنة منها كتاب في التاريخ ووفيات الفضلا والأعيان سماه مرآة الزمان ورثاه الشهاب أحمد بن ابرهيم بن عبد اللطيف بن مصعب ارتجالا بهذه الأبيات:
وفيها توفي الشيخ عماد الدين عبدالله بن النحاس الزاهد الورع خدم الملوك ووزر بالعجم وانقطع في آخر عمره بجبل قاسيون وأقام ثلاثين سنة مشغولا بالله تعالي ويقضي حوائج الناس بنفسه وماله ودفن بقاسيون وهو الذي قال له ابن شيخ الشيوخ فخر الدين والله لاسبقنك الى الجنة بمدة، فسبقه فخر الدين.
صفحة ٢٣