رسولا الى الخليفة المستعصم أمير المؤمنين صحبة رسول الخليفة الشيخ نجم الدين البادرائي يطالعه بجلوسه على كرسي مملكة الديار المصرية واقامة الدولة العباسية وطاعته للمواقف الخليفية ويلتمس تشريفه بالتقليد والخلعة والألوية أسوة أمثاله فوصل إلى بغداد وأعاد الرسالة وجهز الخليفة ملتمسه وأعاده مكرما فلما وصل إلى الحسا والقطيف وكان: الملك المعز قد قتل واتصل مقتله بالخليفة فأرسل من بغداد من استعاد التقليد والخلع من شمس الدين سنقر الأقرع وحضر الى الديار المصرية بغير ذلك.
ذكر دخول التتار الى بلاد الروم
يومين في يد السلطان غياث الدين كيخسرو صاحب الروم فساروا اليها ونزلوا على ارزن الروم وبها سنان الدين ياقوت واحد مماليك السلطان علاء الدين كيقباد فحاصروها مدة شهرين ونصبوا عليها اثني عشر منجنيقا فهدموا اسوارها ودخلوها واخذوا سنان الدين ياقوت اسيرا و كان حريمه في القلعة فافتتحوها في اليوم الثاني وقتلوا الجند واستبقوا ارباب الصنائع وذوي المهن وداسوا الاطفال بحوافر الخيل وغنموا وسبوا وعادوا وقتلوا ياقوت العلائي وولده واتفقت وفاة جرماغون احد المقدمين على سرماري فلما مات سير بيجوا إلى الملك منكوقان يعلمه بوفاته فسير عرضه خجانوين وقال يكون هذا معك وتتفقوا على مصالح الجيش ولا تصنعوا شيئا الا باتفاق ثم انهم قصدوا بلاد الروم بالجموع فنهض السلطان غياث الدين وجمع عساكره من جميع اعماله التي بمملكته وكان والده قد زوجه بكرجي خاتون ابنة ملك الكرج فلما صارت اليه
الأمرا وكرهوا السلطان غياث الدين لتقديمه اياه عليهم وصاروا يتقاعدون عنه ويعنفونه
صفحة ٢٠