زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

بيبرس المنصوري الأمير الدوادار ت. 725 هجري
152

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

تصانيف

التاريخ

بقتله وقوم اشاروا بابقائه واعادته إلى البلاد اليحفظ نظامها ويحمل خراجها فترجح عنده ابقاؤه فأطلقه من التوكيل على أنه يعود فسمع نساء أمراء المغل الذين قتلوا في المعركة كزوجة توتر وتداون وغيرهما أن ابغا رسم باطلاق البرواناة فاجتمعن جميعا عصر النهار وأقمن مأتما وصخن ونحن نسمع أبغا ضجيجهن فقال ما هذا، فقيل له ان الخواتين سمعن بأن أبغا قد خلى سبيل البرواناة وأطلق سراحه ليعود الى الروم سالما فبكين وأعولن على أزواجهن فرسم أبغا لأمير من الأمراء الذين يشتون ببلاد سيس اسمه كوكجي بهادر أنه يأخذ معه مايتي فارس ويسير بالبروانية الى موضع عينه له فيقتله فاستدعي كوكجي البرواناة وقال له وان أبغا يريد يركب ورسم لك أن تركب أنت وأصحابك معه، فركب ومعه اثنان وثلاثون نفسا من مماليكه وألزامه وتوجه معه فأخذ له نحو البر فعلم أن ذلك الأمر لا خير له فيه فأحاط به وأصحابه التتار كما يحيط بالزند السوار وكتفوا أصحابه فسأل أن يمهلوه ريثما يتوضأ ويصلي فأمهلوه فلما فرغ من صلاته قتلوه ومن معه وكان أبغا نازلا بمقام الأطاغ ولما سمع مماليك البرواناة بقتله وهم علم الدين سنجر البرواني وبدر الدين بكترت أمير اخور فاجتمعا ومن معهم من كبارهم في مخيمهم وأوتروا قسيهم ونكتوا نشابهم قدامهم وقالوا ما نموت الآ مقاتلينه فاضطر الذين دبوا لقتلهم الى أن يشاوروا أبغا فلما شاوروه على ذلك استحسن هذا : الأمر منهم وقال هؤلاء مماليك نافعون فخلوا عنهم، فاطلقوا سبيلهم وأعطوا دستورا إلى بلادهم وكان مقتل البرواناة في آخر صفر من سنة ست وسبعين وستمائة.

مدائن الأندلس فهزموهم هزيمة عظيمة وقتلوا منهم خلقا كثيرا وارسل محمد بن الأحمر إلى يعقوب يشكره ويثني عليه على النجاده له وامداده اياه واعانته على النصر.

وفي هذه السنة مات الشيخ خضر في حبس القلعة وقد كان السلطان يعتني به في أول الحال ويكرم مثواه ويبسط يده ولسانه فوجد عليه واعتقله إلى أن مات في سجنه.

وفيها توفي الشيخ رشيد الدين ابو محمد عبدالله بن نصر بن سعيد القوصي النحوى بمصر وكان متصدرا لاقراء العربية.

وتوفي بحلب الشيخ أبو المعالي أحمد بن أبي العباس بن عصرون التميمي الشافعي وبيته مشهور بالعلم والتقدم.

وتوفي بمصر القاضي الفقيه أبو اسحاق ابرهيم بن محمد بن على البوشي المالكي وكان صالحا وتولي قضاء ثغر الاسكندرية.

صفحة ١٥٩