زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

بيبرس المنصوري الأمير الدوادار ت. 725 هجري
137

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

تصانيف

التاريخ

وذلك أنه لما انكسرت الشواني بقبرس وأسر صاحبها الرؤساء ارسلهم الى عكا فاعتقلوا بها في قلعتها فبذل السلطان لهم مالا في اطلاقهم فتوقفوا وتغالوا فيهم فاستمال الموكلين بهم وتحيل في أخذ خواطرهم ولم يزل يتلطف في أمرهم حتى سرقوا من محبسهم وخرجوا في مركب معد لهم وكانت لهم خيل معدة في البر فركبوا ولم يعلموا بهم الا وقد وصلوا إلى الأبواب السلطانية وهم ستة نفر فكان السلطان كما قيل :

فأجابه السلطان الى ذلك ورسم البطرك النصارى اليعاقبة بان يجهز اليه مطران فجهزه وأرسله السلطان صحبة رسله.

ربضها وتبع هذه الغارة خروج السلطان اليها واناخته عليها.

ذكر توجه السلطان لغزو سيس وأعمالها

ووصوله إلى دمشق في سلخه ودخلها في يوم ثلج أليس الأرض أثوابا ووفيخت آلماء فيه فكانت أبوابا وخرج عسكر الشام ملبسين فأقام السلطان بها الى أول شهر رمضان وجهز الجاليش صحبة المخدوم الأمير سيف الدين قلاون الألفي والأمير بدر الدين بيليك الخزندار فساروا سيرا عنيقا.

العساكر عليها عند فتوح أبوابها فملكوها وقتلوا من بها وملكوا الجسر وكان السلطان قد جهز المراكب وحملها صحبته على الجمال ليعدوا فيها من جهان والنهر الأسود فلم يحتج الى شي منها ووصل السلطان على الأثر وجود الأمير حسام الدين العينتايي و مهنا ابن عيسى الى البيرة ودخل سيس مطلبا في العساكر والمواكب كالبدر المنير بين الكواكب وأمر بتخريبها ووصل در بند الروم ووصلت بعوثه الى اياس والبرزين واذنة وقتلوا وغنموا فقيل في ذلك :

صفحة ١٤٤