ذكر قصد عسكر منكومر القسطنطينية وعودهم عنها وأخذهم السلطان عز الدين كيكاوس صاحب الروم من القلعة التي كان معتقلا بها
الأشكرى لموجدة صارت بينه وبينه فوصل العسكر المذكور الى اسطنبول في زمن الشتاء وعساكر باليلوغوس مفرقة في البلاد وكان رسول الملك الظاهر في ذلك الوقت عند الأشكري وهو الفارس المسعودي فخرج الى جيوش التتار وتحدث مع مقدميهم وقال
وأستاذكم الملك منكوتمر صلح فارجعوا من هاهنا، فاغتروا بقوله ورجعوا عن اصطنبول وعبروا بلادها فنهبوا ما شأوا ومروا بالقلعة التي كان السلطان عز الدين صاحب الروم مسجونا بها فأخذوه بأهله ونسايه وتوجه إلى منكوتمر فتلقاه بالاكرام وعامله بالاحترام وأقام في بلاد قرم وزوجه بامرأة من أعيان نسابهم تسمى ارباي) خاتون من بنات بركة ولم يزل الى أن اتفق انتقاله من دار الممر الى دار المنز في سنة سبع وسبعين على ما سنورده في مكانه ان شا الله تعالى وأما الفارس المسعودي فان الأشكري أنعم عليه بمال وقماش وتوجه الى منكوتمر فهم بضربه لأنه صد جيشه عن اصطنبول دون بلوغ المأمول فشفع فيه فعفا عنه ولما عاد الى الملك الظاهر خاف على نفسه من هذه الجريرة فاتفق وصول بعض التجار فأخبر السلطان بهذه الأخبار فقبض عليه واعتقله وضربه تأديبا له.
وفيها توفي الطواشي جمال الدين محسن الصالحيى النجمي شيخ الخدام بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتوفي بدمشق الشيخ الأصيل أبو عبدالله محمد بن أبي الفتح الحسن بن الحافظ مورخ الشام عرف بابن عساكر وهو من بيوت الحفظ والحديث والعلم.
وتوفيوالشيخ المحدث المسند أبو العباس احمد بن عبد الدايم المقدسي الحنبلي وكان فاضة منتبها واليه انتهت الرحلة ببلده ووفاته بدمشق.
وفيها توفي بمصر قاضي قضاة الشام زكي الدين أبو الفضل يحيي بن قاضي القضاة أبي المعالي بن ابان بن عثمان بن عفان الدمشقي المعروف بابن الزكي وهو من ذوى البيوتات المشهورين.
صفحة ١٢٦