[جواز] دخوله المسجد فبقي ما ذكرناه من الأدلة سالما عن المعارض فتأمل.
" إن الله كان عفوا غفورا " أي كثير الصفح والتجاوز كثير المغفرة والستر على ذنوب عباده.
الثالثة: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة (1).
لعل المأمورين هم الأناس المكلفون أو الكفار فقط، وهو أظهر بحسب اللفظ والأول بحسب المعنى " مخلصين " حال عنهم " والدين " مفعوله " وحنفاء " حال آخر و " يقيموا ويؤتوا " عطف على " يعبدوا " أي أمروا بأن يعبدوا الله مخلصين له ما يوجب الدين أي الجزاء والأجر وهي العبادة ولا يعبدوا غيره ولا يشركوه في عبادة الله، وفيها إشارة إلى أن الرئاء شرك فتأمل " حنفاء " أي مائلين عن الطريق الباطل إلى طريق الصواب والحق فهو تأكيد لحصر العبادة في الله المفهوم من قوله " إلا " بعد تأكيده بالإخلاص، وعطف يقيموا ويؤتوا يدل على زيادة الاهتمام بشأن الصلاة والزكاة.
واستدل بها على وجوب النية في العبادات كلها حتى الطهارات مائية و ترابية، وفي الدلالة تأمل ظاهر، خصوصا على ما فسر البيضاوي وما أمروا أي الكفار في كتبهم، نعم يمكن الاستلال بها على إيقاع ما ثبت كونها عبادة شرعية على وجه الإخلاص لا غير، وأما النية على الوجه الذي ذكرها الأصحاب فلا، وهم أعرف ويدل أيضا على وجوب التعبد وهو واضح، والدليل عليه كثير، بل لا يحتاج إلى الدليل ويؤكده " وذلك دين القيمة " أي دين الملة المستقيمة الحقة ويحتمل كون المراد بالدين التعبد أي إيقاع العبادة مخلصا وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة هو التعبد بالملة المستقيمة وهي شريعة نبينا صلى الله عليه وآله وكون الإضافة بيانية. وتقدير الملة الذي فعله المفسرون لإظهار موصوف القيمة فإنها صفة، وأما ما قاله في مجمع
صفحة ٢٨