٢٨٠ - دخل أبو الحسن البتّي دار فخر الملك أبي غالبٍ فوجد ابن البوّاب الخطاط جالسًا على عتبة باب، فقال: جلوس الأستاذ على العتب رعايةٌ للنسب؛ فغضب ابن البوّاب، وقال: لو أن لي من أمر الدنيا شيئًا ما مكنت مثلك من الدخول؛ فقال البتي: ما تترك صنعة الشيخ ﵀ ﴿
٢٨١ - قال بكّار بن رباح: كان بمكة رجلٌ يجمع بين النساء والرجال، ويعمل لهم الشراب، فشكي إلى أمير مكة، فنفاه إلى عرفاتٍ، فبنى بها منزلًا، وأرسل إلى حرفائه: ما يمنعكم أن تعاودوا ما كنتم فيه؟ قالوا: وكيف وأنت بعرفات؟ فقال: حمار بدرهمين، وقد صرتم إلى الأمن والنّزهة؛ فكانوا يركبون إليه، حتى أفسد أحوال أهل مكة، فعادوا يشكونه إلى الوالي، فأرسل إليه، فأتي به، فقال: يا عدو الله﴾ طردتك من حرم الله فصرت بفسادك إلى المشعر الأعظم ﴿فقال: يكذبون عليّ؛ فقالوا: دليلنا أن نأمر بحمير مكةّ، فتجمع، ويرسل بها مع أمنائك إلى عرفات، فإن لم تقصد منزله من بين المنازل فنحن مبطلون؛ فقال الوالي: إن هذا لشاهد ودليل؛ فجمع الحمر، ثم أرسلها، فصارت إلى منزله، فقال الأمير: ما بعد هذا شيءٌ؛ فجرّدوه، فلما نظر إلى السياط، قال: لا بدّ لك من ضربني؟ قال: نعم، قال: والله ما عليّ في ذلك أشد من أن يضحك منا أهل العراق، ويقولون: أهل مكة يجيزون شهادة الحمير﴾ فضحك الوالي.
٢٨٢ - قدّم طبّاخٌ إلى بعض الفطناء طبقًا وعليه رغيفان، ثم قال له: ما تشتهي أن أجيء به؟ فقال: خبزٌ.
1 / 128