أردنا بالخادم، فصار طنزًا بنا، فصار قصارنا الهرب، فهربنا.
٢٥٨ - قال عمر بن شبة: أتي معن بن زائدة بثلاث مئة أسير، فأمر بضرب أعناقهم، فقدّم غلامٌ منهم ليقتل، فقال: يا معن ﴿لا يقتل أسراك وهم عطاشٌ﴾ فقال: اسقوهم ماءٌ؛ فلمّا شربوا، قام الغلام، فقال: أيها الأمير ﴿لا تقتل أضيافك﴾ فأطلقهم كلّهم.
٢٥٩ - قال محمد بن إسماعيل بن أبي فديك: كان عندنا رجلٌ يكنى أبا نصرٍ، من جهينة، ذاهب العقل في غير ما النّاس فيه، يجلس مع أهل الصّفّة في آخر مسجد رسول الله [ﷺ]، فأتيته يومًا، فقلت: ما الشرف؟ قال: حمل ما ناب العشيرة، والقبول من محسنها، والتّجاوز عن مسيئها؛ قلت: ما المروءة؟ قال: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وتوقّي الأدناس؛ قلت: ما السخاء؟ قال: جهد مقل؛ قلت: فما البخل؟ قال: أف؛ وحول وجهه عني؛ قلت: أجبني ﴿قال: قد أجبتك.
٢٦٠ - قال أبو بكر بن شاذان: بكر إبراهيم بن محمدٍ بن عرفة نفطويه يومًا إلى درب الرّآسين، فلم يعرف الموضع، فتقدم إلى رجلٍ يبيع البقل، فقال له: أيّها الشيخ﴾ كيف الطريق إلى درب الرّآسين؟ فالتفت البقلي إلى جار له، وقال: يا فلان ﴿ألا ترى إلى الغلام﴾ فعل الله به وصنع، قد احتبس عليّ! فقال: وما الذي تريد منه؟ قال: لم يبادر فيجبني بالسّلق، بأيّ شيءٍ أصفع هذا الخبيث؟ لا يكنّي.
قال: فتركه ابن عرفة وانصرف من غير أن يجيبه بشيءٍ.
1 / 122