كما أنه لم يعرف له قبر ولا مدفن مهيب صيغت قبابه من الذهب الخالص والفضة كأخيه كليب ملك العرب.
ولعل الغموض والاختلاف حول موت المهلهل واختفائه أن يمتد ليشمل مجيئه ومولده، الذي لا نعرف عنه كثيرا في أي من منظومات هذه السيرة الملحمية ونصوصها المتعددة من شعبية لفصحى.
والمفترض هنا بالتالي أن نكون بإزاء أكثر من شخصية للمهلهل أو الزير سالم؛ إحداها عربية فصحى كلاسيكية تتبدى في تراث الأدب العربي مجهلة للزير باهتة، وفي معظم الأحيان بغضية إن لم تكن سالبة شريرة حتى أن العرب لقبوه ب «الداهية»، يمارس الحرب على أنها خدعة، وكثيرا ما يقع في أسر أعدائه، مثلما حدث له في حرب «الحرث»
7
الذي حاربه مرة انتقاما لابنه «البجير» الذي قتله المهلهل غيلة،
أسيرا، وسأله: «دلني على المهلهل.» - «ولي دمي؟» - «ولك دمك.» - «أنا المهلهل، خدعتك والحرب خدعة.»
ولما أطلقه الحرث، طالبه بأن يدله على فارس مهيب يقتله انتقاما لولده البجير، فكان أن دله على أعز أصدقائه المقربين؛ «امرئ القيس».
فجز الحرث ناصية
8
المهلهل وأطلقه، وقصد الحرث امرأ القيس فشد عليه وقتله.
صفحة غير معروفة