حتى أجابه الرجل المختبئ داخل القبر: «وأنت نعمت صباحا يا أخي الحنون، يا ساقي الضد كأس المنون.»
ولما سمع الزير أخيه فرح ونزل عن فرسه متقدما نحو القبر قائلا: «أنت حي يا أخي ونحن نقاسي الضنك والضير »، ثم نزل إلى القبر قائلا: إن كنت بخير يا أبا اليمامة، فما هذه الإقامة؟
إلى أن واجه الزير رجل جساس المختبئ سأله مندهشا: من يكون؟ وهو يجذبه من لحيته تأهبا لقتله، لكن حين استجار الرجل بكليب أجاره الزير وعفا عنه.
ولما سمع منه حيلته صفح عنه وأعطاه جوادا وألف دينار من الذهب، وخرج من القبر ضاحكا مرحا قائلا: «يحمي اليوم كليب الخائف في مماته كما كان في حياته.»
فتتضح السلفية كسمة مفرطة في التبدي والتواجد في هذه السيرة ممثلة في رأس كليب الذي أصبح سلفا - في موقع آدم - عنده لدى تلك القبائل الكلبية، من عبدة بالفعل جثمان آدم
Adam
المشتق اسمه السامي من أرض أدوم
Edom
أو الرجل الأحمر.
فكانت قبائل كالب عشائر أدومية، ومنها جاءت تسمية آدم بمعنى الرجل الأحمر، وتوجد إشارات في التلمود إلى أن رأس العيص بن إسحاق - أبي الأدوميين - كانت من انتزاع عيسو أو العيص ودفنها في عبرون.
صفحة غير معروفة