4
زوجة صديقه الوفي الأمير همام بن مرة، الأخ الأكبر للأمير جساس مغتال الملك كليب.
ذلك أن هذا الشاب اليافع «شيبان» فضل البقاء مع خاله الزير سالم حين ساءت الأمور بين القبيلتين بكر وتغلب متخليا عن أبيه همام وقبيلته، مبقيا على قبيلة خاله، اتساقا مع هذه القبائل الأمومية في الانتماء إلى قبيلة الخال الكلبية أو تقديسها.
ففي محاولة من شيبان الصغير لشحذ قوى خاله الزير سالم في الانتقام من قبيلته - أعمامه - أغضبت الزير سالم، فأمسك بابن أخته وضرب به الأرض حتى مات، فقطع رأسه وأرسله إلى أهله وأخته ضباع على ظهر جواده، الذي سار به إلى أن أوصله إلى قبيلته وأهله، وما إن تلقته أمه الضباع حتى شقت ثيابها ورحلت إلى الزير سالم وقالت: أتقتل ابن أختك بثأر أخيك؟
وظلت منذ هذا الحادث الفاجع تضمر لأخيها الزير سالم كل حقد، بل لعل في موقف هذه الأخت الإلهة - الطوطم - ما يجيء سرطانيا مخالفا للنسيج القبائلي المشكل لمجمل هذه السيرة بعاداته وطقوسه، فكيف قدر لضباع - الأخت الثالثة لكليب والزير سالم - الانحياز لقبيلة زوجها القيسية بدلا من قبيلتها التغلبية أو الكلبية، خاصة بعد مصرع أخيها الملك كليب؟
وهو على العكس التام طبعا من موقف الجليلة التي عادت منتمية إلى قبيلتها بدلا من زوجها.
وهو تساؤل نرجئ الإجابة عنه مع توالي أحداث الضباع والزير سالم.
ذلك أن الضباع ما إن استخرجت رأس ابنها شيبون من خارج حصانه، حتى أنشدت تقول مفصحة عن فاجعتها بفقد الأخ والابن:
تقول ضباع يا سالم علامك
بجاه كليب ما سويت بابني
صفحة غير معروفة