============================================================
نعتا لذلك الاسم غير الحياة. وكذلك الآخرة نعث للحياة. فما دام الإنسان في هذه الحياة، قيل هو في الدنيا ، أي في الحياة الدنيا . فإذا صار في الحياة الأخرى قيل هو في الآخرة، يعني هو في الحياة الآخرة. وكذلك الدار الآخرة، إنما "الآخرة" نعت للدار، فأقيم النعث مقام الاسم على ما قد ذكرنا . فأما ما يذهب ل ا ا ا ا ال [45] القلم يروى أن رسول الله صلى الله عليه كان يأخذ الوحي عن جبريل، وجبريل عنا ميكائيل، ومكيائيل عن إسرافيل، وإسرافيل عن اللوح، واللوح عن القلم. وروي عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال: إن الله عز وجل خلق العرش أرباعا، لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء؛ الهواء، والقلم، والنون(1) . وعن جعفر بن محمدا عليه السلام أنه سئل عن قول الله عز وجل (نون والقلم وما يسطرون [القلم: 1]، فقال: نون: نهر في الجنة، أشد بياضا من الثلج، وأحلى من الشهد. قال اله له اجمذ، فجمد، ثم قال للقلم اكتب، فكتب القلم ما هو كائن إلى يوم القيامة. ثم قال للقلم اصمت، فصمت . فذلك قوله (وكل شيء أحصيناه في إمام بين [يس: 12]. وعنه أيضا : أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة(2) .
وقال بعض الحكماء: لولا القلم ما قامت الدنيا، ولا استقامت الحكمة.ا وقال: أمر الدين والدنيا تحت شيئين، أحذهما تحت الآخر، وهما السيف والقلم، والسيف تحت القلم. وكل شيء تحت العقل واللسان، لأنهما الحاكمان على كل شيء، والقلم يركبهما ويصورهما ويوجدهما شكلين. وقد روي في القلم (1) تنظر مادة (العرش) لاحقأ.
(2) تنظر روايات خلق القلم عن ابن عباس في أول تاريخ الطبري 37/1 .
صفحة ٢٧٠