248

============================================================

[30] الشكور الحميد ومن صفاته عز وجل "الشكور الحميد" . فالشكور بمعنى الشاكر، وبمعنى المشكور(1) . وكذلك الحميد بمعنى حامد، وبمعنى محمود. قال أبو عبيدة: الحميذ معناه المحمود(2) . وحمد الله هو الثناء عليه بصفاته الحسنى، وشكره الثناء عليه بنعمه. يقال: حمدت الرجل، إذا أثنيت عليه بصفاته، بكرم أو حسب أو شجاعة وأشباه ذلك، وشكرته، إذا أثنيت عليه بمعروف أولاكه(3)، أو خير فعله بك. ومن شكر فقد حمد، لأن الشكر يجمع الحمد والشكر جميعا. وإذا شكرت الرجل بمعروف فعله، فقد وصفته بالسخاء والكرم، وهو حمد. وليس كل من وصف رجلا بسخاء وكرم من غير أن يصطنع إليه يكون قد شكره. وأصل الشكر: لا إظهار النعمة، والحديث بها. قال الله عز وجل (وأما بنعمة ربك فحدث [الضحى : 11]. أمر بإظهار النعمة والحديث بها من المنعم. وقال اذكروا نمتي التي أنعمت عليكم) [البقرة: 40]. وضد الشكر: الكفر. يقال: كفرا ا ل ل ا ا الا لا وقال النابغة: [الطويل] شكرت لك النعمى فأثنيت جاهدا وعطلت أعراض العبيد ابن عامر(5) فقد أعلمك أنه شكر النعمة بالثناء عليه جاهدا . وقد ذكرنا ذلك في باب الحمد والشكر بأكثر من هذا.

(1) في م : وبمعنى مشكور.

(2) أبو عبيدة: مجاز القرآن 293/1 .

(3) أي أولاه إياك، وأسداه إليك . وقد وردت هذه العبارة في اشتقاق أسماء الله للزجاجي ص 90 بقليل من التصرف.

(4) في م وأخواتها والمطبوع هنا زيادة: قال الله عز وجل اشكروا لي ولا تكفرون [البقرة: 152]. يقال: شكرته وشكرت له.

(5) ديوان النابغة الذبياني ص 175.

242

صفحة ٢٤٥