236

============================================================

"القيووم"، فحولت الواو ياء لما أعلمتك، إذ كانت الياء التي تتلوها الواو ساكنة وليس بينهما حرف. قال: ومثله (فسوف يلقون غياه [مريم: 59]. قال: الغي واد في جهنم، وهو من "غويت" غيا. فإن كان من "غوي، يغوي"، فإن مصدره اغي"، وكان حقه أن يكون "غويا". وكذلك كويت، كيا، إنما أصلها "كويا"، فحولت الواو ياء، استثقالا للجمع، وأرادوا أن يكون الحرفان يخرجان من مخرج واحد، فيكون أخفت عليهم.

وقال غيره: القيوم: الدائم(1)، والقوام: الذي لا يزول قوامه بالأمر(2).

والقيوم والقيام بمعنى واحد. قال: والقوام: القائم بالأمر، العالم به. قال الله عز وجل (الرجال قوامون على النساء) [النساء: 34]. ولم يذكر في صفة الله عز وجل "قوام". وقيل: قيوم وقيام. فهو عز وجل الحي الذي له الحياة الدائمة الذي لم يزل حيا، ولا يزال حيا، القيوم الذي هو القائم على كل نفس بما كسبت، الدائم القوام، الذي يتولى تدبير صنعتها إلى انقضاء مدتها، ويتولى مجازاتها بما كسبت. تبارك الله الحي القيوم.

[23] الففور ومن صفاته "الغفور". يقال: غفور، وغفار، وغافر، ثلاث لغات، وهي من ال المغفرة، والمغفرة: الستر، كأنه يستر ذنوب العباد، إذا رضي عنهم، فلا يكشفها ال لخلائق. ويقال في الدعاء: اللهم تغمذني برحمتك، أي استر ذنوبي. وأصله من: غفرت الشيء، إذا غطيته. ويقال: ثوب كثير الغفر ، أي كثير الزثبر، إذا كان من خز أو بز أو صوفي أو غيره، سمي بذلك لأنه يستر النسج بزئبره. ويقال: اضمم متاعك في وعائك، واغفر متاعك في وعائك، وهما بمعنى واحد. ويقال: غفر غفرا ، ومنه يقال: اللهم غفرا. وقال الشاعر: [الكامل] ليث يهاب الناس صولته جمع العقاب وأحسن الغفرا (1) الزجاج : تفسير أسماء الله ص 56 .

(2) قوامه بالأمر: زيادة من ب.

230

صفحة ٢٣٣