============================================================
سبحات وجهه ما أدركت من شيء. يقال في هذا الحرف إنه نور وجهه. ولم نسمع هذه الكلمة، فلا نعرف لها شاهدا في كلامهم إلا في هذا الحديث.
وقال بعض العلماء: (سبحان الله عما يشركون [الطور: 43]، أي تنزيها ال له وتبرئة من الشرك. وسبحت لله: وحدته ونزهته من أن يكون له شريك، ووصفته بالوحدانية والفردانية. قال: وذلك معنى قوله (يسبح له من في السموات والأرض)) [النور: 41]، وقوله (تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) [الإسراء: 44]، وقوله ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب) الحج: 18]. يعني أنها كلها تشهد له بالوحدانية، وتدل على فردانيته، وأنه عز وجل صانع واحد، لا شريك له. قال: وليس تسبيخها وسجودها على معنى النطق والفعل، ولكن على طريق الدلالة. ومن أجل ذلك قالت الحكماء: كل صامت ناطق(1)، أي يدل على صانعه. فدلالته عليه بمنزلة النطق والتسبيح. وقوله (وكثير من الناس)، يعني الموحدين، (وكثير حق عليه العذاب، يعني المشركين، لأن الموحد إذا وحده فقد نزهه وبرأه من الشرك، والمشرك غير مسبح، لأنه غير موحد، فهو مشرك به. وهو عز وجل مبرا من شركه، منزه سبوح. سبحانه عما يشركون.
[21] القدوس(2) القدوس هو حرف مبني على "فعول"، مثل "سبوح" . والتقديس قريب من التسبيح في المعنى. فمن قدس الله عز وجل، فقد نزهه من الشرك، وكذلك من سبحه فقد نزهه من الشرك، وأخلص له الوحدانية. قال الله عز وجل حكاية عن الملائكة (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك [البقرة: 30]. قال أبو عبيدة: (1) تنظر مادة (الوحي) لاحقا.
(2) في ب: قدوس.
صفحة ٢٣٠