============================================================
وقد كثرت في كلامهم حتى خففوا ميمها في بعض اللغات. وأنشد: [السريع] كحلفة من آبي رياح يسمعها اللاهم الكبار(1) قال قوم في اشتقاق هذا الاسم: هو في الأصل "لا5"، كما بينا، وهو مأخوذ من "أله، يأله" ، إذا تحير(2)، كأن القلوب تأله، أي تتحير عند التفكر في عظمته، فلا يعلم أحذ كيف هو، تبارك وتعالى عن الصفات، وعن درك المخلوقين.
وزوي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: "كل دون صفاته تحبير الغات، وعجز هنالك تصاريف الصفات، فليست له صفة [تنال]، ولا حد يضرب له فيه الأمثال"(3). وقال زهير في المعنى: [الطويل] وبيداء قفر تأله العين وسطها مخفقة غبراء صرماء سملق(4) تأله العين وسطها: أي تتحير فيها لسعتها وطولها، لا يرى لها أول ولا آخر، ا ا ا ا ا الال بتسعين ألفا تأله العين وسطها متى ترها عينا الطرامة تدمعا(5) اي تتحير العين فتدمع(6)، فكأن العبد إذا فكر في الله عز وجل تحير، فلا ي قدر أن يحده أو يصفه إلا بما وصف به نفسه، وذاته لا يعلمها غيره، إنما يوصف بما وصف به نفسه من أسمائه الحسنى. وأسماؤه تعبير، وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة، لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير.
و في حديث لوهيب بن الورد(7) : "إذا وقع العبد في ألهانية الرب، ومهيمنية (1) الفراء: معاني القرآن 204/1، تفسير الطبري 259/3 . والشعر للأعشى في ديوانه ص 72 .
وقال الفراء: وإنشاد العامة : لاهه الكبار، أي المقصود آلهته الكبار . (2) نسب الزجاجي هذا الرأي للخليل بن أحمد للفراهيدي، ولم يرد في كتاب العين، انظر: اشتقاق أسماء الله ص 26.
(3) الإسكافي : المعيار والموازنة ص 255 ، والزيادة منه .
(4) ديوان زهير بن آبي سلمي بشرح ثعلب ص 177، برواية أخري .
(5) غريب الحديث لابن قتيبة 728/3، ديوان الأخطل ص 296 .
(6) غريب الحديث لابن قتيبة 728/3.
(7) تابعي زاهد، توفي سنة 153، انظر عنه تاريخ البخاري 177/8، وصفة الصفوة 353/1.
صفحة ١٧٧